ينبه الدكتور بايبينج تشين إلى أن النوم أقل من سبع ساعات بشكل مستمر يحمل مخاطر فورية وطويلة الأمد. يوضح أن قلة النوم تؤثر في قدرات الدماغ بشكل كبير حتى في ليلة واحدة، فالبقاء مستيقظًا لأكثر من 17 ساعة يغير سرعة رد الفعل والتركيز والحكم إلى مستوى قريب من تعاطي كحول بمعدل 0.05%. ويؤكد أن هذه الآثار لا تقتصر على الشخص نفسه فحسب، بل قد تشكل خطورة على من يعاملهم، خاصة في الوظائف الحيوية والحساسة مثل الرعاية الصحية.
يوضح أن النوم العميق يمثل المرحلة التي يعمل فيها الجهاز اللمفاوي في الدماغ على إزالة السموم، وهو جزء أساسي من الحفاظ على صحة الدماغ. ويشير إلى أن الدماغ يفرز خلال النوم العميق بروتين بيتا أميلويد، وهو البروتين نفسه المرتبط بمرض الزهايمر. ويضيف أن الحرمان المزمن من النوم يؤدي إلى تراكم تدريجي لهذه البروتينات، ما يزيد من احتمال الإصابة بالخرف مع مرور الوقت.
تأثير النوم العميق والذاكرة
وتشير الأبحاث إلى أن المعلومات الجديدة تُخزَّن مؤقتًا في الحُصين قبل انتقالها إلى الذاكرة طويلة المدى أثناء النوم العميق. وإذا غاب النوم العميق فإن هذه العملية تتعطل وتضعف القدرة على التذكر. لذا فإن الحصول على نوم كاف وجيد يعزز الذاكرة ويقلل مخاطر تدهور الأداء المعرفي على المدى الطويل.
كما أوضح الدكتور تشين أن قلة النوم تضعف التواصل بين قشرة الفص الجبهي، المَركز المنطقي في الدماغ، واللوزة الدماغية المسؤولة عن العواطف. وهذا ما يجعل الشخص أكثر قلقًا وتوترًا واندفاعية بعد ليلة نوم قصيرة، ما يؤثر سلبًا على الاستقرار العاطفي والقدرة على اتخاذ القرارات.


