تشير التقييمات الطبية إلى أن تشقق الشفاه ليس مجرد أثر عابر للطقس بل قد يعكس حالة الجسم الداخلية. قد يظهر نتيجة جفاف شديد أو نقص في الترطيب، ولكنه أحياناً يكون علامة تحتاج إلى رعاية طبية. توضح المراجعات أن الشفتين تعبران عن التوازن الصحي للجسم، ولذلك قد تتأثر بنقص الفيتامينات أو التهيج الجلدي. عند استمرار التشقق أو مرافقته بألم وتورم، يُنصح بمراجعة الطبيب لتحديد السبب ووضع خطة علاج مناسبة.

الأسباب الشائعة لتشقق الشفاه

يعد التعرّض لتغيّرات الجو من أبرز الأسباب، حيث تضعف الشفاه بسبب الرياح الباردة أو الحرارة الشديدة أو الرطوبة العالية. كما أن العادات الخاطئة مثل لعق الشفاه تسرّع فقدان الرطوبة وتزيد التشقق. إلى جانب العوامل المناخية، يلعب الجفاف ونقص الترطيب دورًا مباشرًا في ظهور الشقوق. في حالات وجود نقص غذائي أو اضطراب صحي، يتفاقم الجفاف وتظهر أعراض إضافية مشابهة.

نقص الفيتامينات وتأثيره

يُعد نقص الفيتامينات الأساسية، خصوصاً فيتامين A وفيتامينات المجموعة B، من الأسباب الخفية لتشقق الشفاه. ينعكس النقص على جفاف البشرة وضعف التعرّض الخلوي، كما قد يصاحبه تعب وتغير في الشهية وصداع متكرر. تؤكد التوجيهات الغذائية أن تناول أطعمة غنية بالكاروتين مثل الجزر واليقطين، وتلك التي توفر فيتامينات B من البيض والموز والشوفان، يساعد في استعادة نعومة الشفتين تدريجيًا. في الحالات التي يثبت فيها نقص حاد، يوصي الأطباء بمكملات غذائية تحت إشراف مختص لضمان التوازن وعدم تجاوز الجرعات اليومية.

الطقس القاسي وتأثيره المباشر

يسهم التعرض المفاجئ لتغيرات الطقس في جفاف الشفاه وتشققها نتيجة ضعف الطبقة الواقية. ينصح الخبراء بشرب كمية كافية من الماء لا تقل عن لترين يومياً وتجنب عادة لعق الشفاه لأنها تزداد جفافاً مع تبخر اللعاب. يفضّل استخدام مرطبات تحتوي على زبدة الكاكاو أو الشيا أو الفازلين الطبي، مع تجنّب العطور والكحول في المستحضرات. كما يشير الأطباء إلى أهمية الاستمرار في الترطيب وعدم الاعتماد فقط على العوامل الخارجية في علاج المشكلة.

التهابات الشفاه والعدوى

قد تكون تشققات الشفاه دليلاً على عدوى فطرية أو بكتيرية تصيب الجلد المحيط بالفم. تظهر هذه الحالات مع احمرار وألم وتشقّق ملحوظ وربما تورم ونزف بسيط. يتطلب العلاج اختيار دواء مناسب مثل كريم مضاد للفطريات أو مضاد حيوي موضعي وتحديد السبب بدقة. كما يُنصح بزيادة استهلاك البروتينات والزنك من مصادر مثل الزبادي والأسماك للمساعدة في التئام الجلد ودعم المناعة.

الجفاف واستخدام الأدوية

تشير التداخلات المرتبطة بالجفاف إلى آثار جانبية لبعض الأدوية وتعرّق مفرط أو إسهال وتقيؤ مستمر. لا يكفي الترطيب الخارجي بل يلزم تعويض الماء والأملاح داخلياً من خلال السوائل المحلاة أو محاليل الإلكترولايت. وتشمل بعض الأدوية مثل علاجات حب الشباب ومضادات الاكتئاب ومدرات البول تأثيرات جانبية تزيد من تشقق الشفاه وجفاف الجلد. يستمر الاعتماد على المرطبات الطبية مع ضرورة مراجعة الطبيب لإعادة تقييم جرعة الدواء أو اختيار بدائل أقل تأثيراً على البشرة.

متى يجب زيارة الطبيب

إذا استمر التشقق لأكثر من ثلاثة أسابيع رغم الترطيب والعناية، أو صاحبته آلام شديدة أو ارتفاع في الحرارة أو نزف في الفم، فهذه إشارات لا يجوز تجاهلها. قد يدل ذلك على وجود التهاب مزمن أو اضطراب في امتصاص العناصر الغذائية، وهو ما يستدعي فحوصاً سريرية وتحاليل دقيقة. يؤكد الأطباء أن الاعتماد على العلاجات المنزلية دون معرفة السبب الحقيقي قد يؤدي إلى تفاقم الحالة أو ترك آثار دائمة حول الشفاه.

شاركها.
اترك تعليقاً