تواجه الأمهات مشكلة شائعة في تربية المراهقين، ويظل أسلوب العقاب التقليدي غير كافٍ لتعديل السلوك. قد تلجأن إلى سحب الامتيازات أو منع الهاتف أو منع الخروج مع الأصدقاء، لكنها لا تغير سلوك المراهق بشكل مستمر. هذا لا يعني أن التربية فاشلة، بل يعني أن الطريقة بحاجة إلى تعديل وتوجيه نحو تعلم مهارة جديدة. تعتمد الطريقة الفعالة على ربط النتائج بالسلوك المستهدف وتدريب المراهق على التصرف بشكل أفضل.

لماذا لا يؤثر العقاب؟

يؤدي العقاب إلى نتائج آنية فقط، بينما يفتقد إلى ربط فعل المراهق بمكسب تعليمي يحفزه على التغيير. لا يستطيع المراهق التحكم في مشاعره من خلال الخوف وحده، لأنه يحتاج إلى تعلم طريقة جديدة للرد على المواقف. العقاب يفرض سلوكاً مقبولاً من الخارج، لكن السلوك الحقيقي ينشأ من تعلم مهارة إدارة الغضب والتواصل بشكل صحيح. لذلك يجب تحويل التركيز من الخوف من العقاب إلى اكتساب مهارة يمكن تطبيقها في مواقف الحياة اليومية.

تحديد السلوك الذي يحتاج للتغيير

ابدأي بتحديد سلوك محدد تريدين تغييره، مثل الانفجار عند عدم تلبية رغباته. اربطي النتيجة بشكل مباشر بالسلوك المستهدف حتى يربط المراهق بين ما فعله وما المهارة التي يجب أن يتعلمها. حددي معياراً قابلاً للقياس، مثل تقليل النوبات الغضب أو تحسين طريقة التعبير عن الاحتجاج. هذا يساعد على وضع هدف واضح يسهل متابعة التقدم.

اختيار الامتيازات المناسبة

لكل طفل دوافع مختلفة، فبعض المراهقين يهتمون بالألعاب الإلكترونية، بينما يفضل آخرون الخروج أو الرسائل النصية. اجلسي معه واكتبي قائمة بالامتيازات التي تؤثر فيه حقاً، ثم ضعيها كأهداف يمكن ربطها بالسلوك المطلوب. وجود اتفاق واضح على الامتيازات يقلل الخلافات عند وقوع سلوك غير مناسب. راعي أن تكون الامتيازات قابلة للتحقق وتعيد تحفيز المهارة التعليمية المرغوبة.

الثبات والصبر في التطبيق

في بداية تطبيق النظام الجديد قد تلاحظين فقدان الامتيازات بشكل يومي، وهذا ليس فشلاً بل دلالة على أن المهارة جديدة. يحتاج الأمر وقتاً للتعود، ويظهر التقدم تدريجياً مع الاستمرار والتكرار. كوني ثابتة في التطبيق وتجنبي التنازلات المتكررة كي لا يفقد النظام مصداقيته. مع الصبر والالتزام ستلاحظين تحسناً في طريقة تعامله مع الغضب واحترام القواعد.

شاركها.
اترك تعليقاً