أوضح الأطباء أن الوخز أو التنميل في الرأس قد يكون علامة على اضطراب عصبي أو دوري مخفي لا ينبغي تجاهله. ويتنوع السبب بين الإجهاد والتوتر إلى اضطرابات أكثر تعقيدًا مثل الصداع النصفي والتصلب المتعدد. ويستلزم التقييم الطبي التمييز بين العرض العابِر ووجود خلل يحتاج إلى علاج، لأن الكشف المبكر يساعد في منع المضاعفات. وتهدف المراجعة الطبية إلى توجيه العلاج المناسب بناءً على السبب المحتمل.
أسباب وعوامل محتملة
يتسبب الصداع النصفي باضطراب في تدفق الدم داخل مناطق محددة من الدماغ، وهو ما ينتج عنه وخز مؤقت في جانب الرأس أو الوجه. غالباً ما يسبق الألم مرحلة الهالة التي يلاحظ فيها المريض تغيراً في الرؤية أو إحساساً غير اعتيادي في الرأس. يقلل تجنب المنبهات الغذائية كالكافيين والشوكولاتة وتحسين النوم من تكرار النوبات، وفي حالات متكررة قد يحتاج الأمر إلى علاج دوائي تحت إشراف اختصاصي الأعصاب.
أما التوتر والقلق، فارتفاع مستويات الكورتيزول والأدرينالين الناتجة عن الضغط النفسي قد يزيد تدفق الدم ونشاط الجهاز العصبي، مما يسبب وخزاً متقطعاً في الرأس أو الأطراف. وقد يساهم احتقان الجيوب الأنفية وتراكم الإفرازات في الضغط على الأعصاب الدقيقة في الوجه والرأس، فيشعر الفرد بوخز خلف العينين والجبهة. تؤدي الإصابات الرأسية الخفيفة إلى تهيّج الأعصاب السطحية أو اضطراب في التدفق الدموي المحلي، وهو ما يظهر كتنميل. وأحياناً تكون الأعراض ناجمة عن مشاكل الأسنان كالتهاب اللثة أو الخراجات، وتزول غالباً بزوال الالتهاب لكن استمرار الأعراض يستدعي فحص العصب الوجهي.
تشير الفقرات إلى أمراض مثل داء السكري والتصلب المتعدد وداء لايم والصرع والهربس النطاقي كأسباب محتملة للوَخز الرأس. يؤثر الاعتلال العصبي السكري في الألياف العصبية الدقيقة، وقد يظهر الوخز في الرأس بجانب الأطراف، وتكون الوقاية الأساسية عبر ضبط السكر. أما التصلب المتعدد فيضعف الإشارات العصبية ويكرر الوخز في الوجه أو الرأس، وتساعد العلاجات الموجهة في إبطاء التطور وتحسين الحياة. يبدأ الهربس النطاقي بوخز وحارق ثم تظهر آفات جلدية مؤلمة، ويحتاج إلى مضادات فيروسية ومسكنات ألم وتدخل مبكر لتفادي المضاعفات.
متى تزور الطبيب
يُنصح بمراجعة الطبيب إذا استمر الوخز أكثر من ثلاثة أيام، أو ارتبط مع ضعف في الوجه، أو صداع حاد، أو دوار. وقد يطلب الطبيب فحوصات دم أو تصويراً بالرنين المغناطيسي لتحديد السبب الدقيق وتوجيه العلاج. كما يساعد التقييم المبكر في استبعاد الحالات الخطيرة وتحديد العلاج المناسب، مما يحسن نتائج المتابعة والشفاء. ويظل التواصل المستمر مع طبيب الأعصاب ضرورياً لضمان متابعة الحالة وتعديل الخطة العلاجية عند الحاجة.


