تعلن الجهات الصحية عن زيادة المخاطر المرتبطة بالعدوى التنفسيّة مع دخول الشتاء وتدعو إلى تعزيز الوقاية. قد تبدو أعراض انسداد الأنف أو الحكة في الحلق بسيطة، لكنها قد تهدد فئات المناعة الضعيفة مثل الرضع وكبار السن إذا لم يُلتزم بالإجراءات. تشترك العديد من الفيروسات التنفسيّة في الانتشار خلال الموسم، ولا تقتصر الإصابات على الإنفلونزا وحدها بل قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وتُبين التوجيهات العلمية أن الوقاية تساهم في تقليل احتمال الإصابة وتقليل مخاطر الانتقال ضمن الأسرة والمجتمع.
تُوضح كيفية انتقال هذه الفيروسات، حيث تدخل الجراثيم الجسم عبر الأغشية المخاطية في الأنف والفم والعينين. ينتشر الرذاذ أثناء السعال أو العطس، كما يمكن أن ينتقل عبر لمس الأسطح الملوثة مثل مقابض الأبواب ولوحات المفاتيح وألعاب الأطفال. بعض الفيروسات تبقى حية على الأسطح لساعات، مما يجعل الالتزام بنظافة اليدين وتقليل الاتصال المباشر أمور ضرورية للحد من انتشار العدوى.
الفيروس الغدي يسبب أمراض تتراوح من نزلة برد إلى التهاب الشعب الهوائية والتهاب رئوي، وهو من أكثر الفيروسات انتشاراً خلال الشتاء. كما أن فِيروس بوكا يصيب جميع الفئات العمرية ويظهر غالباً لدى الأطفال بعد عدوى تنفسيّة متعددة. نادرًا ما يؤدي هذا الفيروس وحده إلى دخول المستشفى في الكبار، لكنه قد يترافق مع فيروسات أخرى تزيد من شدة الأعراض.
خطوات عملية للوقاية
نظافة اليدين
يُنصح بغسل اليدين باستخدام الماء الدافئ والصابون لمدة لا تقل عن عشرين ثانية، فهذه واحدة من أقوى وسائل الوقاية. كما يمكن استخدام معقمات اليدين التي تحتوي على كحول عندما لا يتوفر الماء والصابون، مع التأكيد على تنظيف جميع أجزاء اليدين بما فيها الأصابع وتحت الأظافر. يجب تكرار هذه العملية بانتظام خاصة قبل تناول الطعام وبعد العودة من الخارج وبعد ملامسة الأسطح العامة.
السعال والعطس بشكل آمن
عند السعال أو العطس، ينبغي تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي والتخلص منه فوراً في سلة مغلقة. إذا لم يتوفر منديل، يستخدم الكوع الداخلي لتغطية الفم والأنف للحماية من انتشار الرذاذ. بعد ذلك، يجب غسل اليدين جيداً لتقليل احتمال نقل العدوى إلى الآخرين.
الابتعاد عند المرض
يُفضّل البقاء في المنزل عند ظهور أعراض مرضية لتقليل انتشار العدوى في المجتمع. إذا اضطر الشخص للخروج، يجب الحفاظ على مسافة لا تقل عن متر بينه وبين الآخرين لتقليل انتشار الرذاذ التنفسي. تظل التهوية الجيدة والنظافة المستمرة جزءاً من السلوك الصحي خلال فترة المرض.
تنظيف الأسطح وتطهيرها
تُسهم خطوات التنظيف المنتظم للأسطح الملوثة مثل الهواتف ومقابض الأبواب وألعاب الأطفال ولوحات المفاتيح في تقليل وجود الجراثيم. يُفضَّل استخدام منظف مناسب مع تجنب الإفراط في الاعتماد على المطهرات القاسية لأنها قد تفتح باباً لمقاومة الجراثيم. ينصح بإجراء تنظيف دوري يراعي الوصول إلى جميع الأسطح التي يتعامل معها أفراد المنزل.
التطعيم والوعي المجتمعي
تلعب اللقاحات دوراً حيوياً في الوقاية من الأمراض المعدية، بما في ذلك الإنفلونزا وفيروس كورونا، وتقلل شدة المرض وتحد من انتقال العدوى. يؤكّد الالتزام بالتطعيمات السنوية والوعي المجتمعي على حماية الفئات الأكثر ضعفاً وتقليل انتشار الفيروسات في المجتمع. كما تساهم الإجراءات الوقائية الشخصية والتعاون الجماعي في تعزيز المناعة الاجتماعية ضد مختلف الأمراض التنفسيّة.


