يؤكد الدكتور كاباديا أن انسداد الشرايين لا يحدث فجأة حتى في الشرايين السليمة. يوضح أن التصلّب الشرياني يتطور تدريجيًا عبر تراكم الدهون والكالسيوم والخلايا الالتهابية مكوّنًا لويحات صلبة. عندما تزداد هذه اللويحات وتضيق الشرايين، قد ينشأ انسداد مفاجئ يفسره البعض كصدمة صحية مفاجئة، وهذا ما يهدد الصحة بعواقب وخيمة.

أسباب انسداد الشرايين

يشير التفسير الطبي إلى أن التضيّق التدريجي للشرايين يعود إلى تراكم الدهون والكوليسترول وتفاعلها مع الكالسيوم والخلايا الالتهابية. تتكوّن اللويحات مع الوقت وتسبب صلابة وتضيقاً يحد من مرور الدم. عند حدوث انسداد مفاجئ، قد تتكوّن جلطة دموية تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، كما يمكن أن يظهر الانسداد في الشرايين الطرفية ويؤثر في الساقين.

إشارات الألم تشير إلى انخفاض تدفق الدم

تشير الإشارات المؤلمة إلى انخفاض تدفق الدم إلى العضلات والقلب. يشير ألم الصدر أثناء الجهد إلى تضيّق شرايين القلب، وهو إحساس بالضغط أو الانقباض ينتشر إلى الذراعين أو الرقبة أو الفك أو الظهر، ويحدث عادة مع النشاط أو الإجهاد. قد يُفسر هذا الألم أحيانًا كعسر هضم أو تعب عضلي، مما يجعل المصاب يتجاهله. كما يُعرف العَرَج المصاحب لمشاكل الشرايين الطرفية بأنه ألم في الساقين عند السير نتيجة نقص الدم في الأطراف.

ضيق التنفس يشير إلى إجهاد القلب

يعني ضيق التنفس أن القلب يعمل بمجهود إضافي لنقل الأكسجين إلى الرئتين والقلب. قد يعاني الناس من ذلك أثناء صعود السلالم أو القيام بمجهود بسيط، ويُساء تفسيره عادة كفقدان لياقة أو الربو. تؤثر اللويحات على تدفق الدم إلى الرئة أثناء المجهود وربما حتى أثناء الراحة في الحالات المتقدمة. كما قد يزداد الأمر سوءاً عند الاستلقاء، ما يشير إلى وجود تعب في القلب ويستلزم فحصاً طبياً لتقييم وظيفة القلب والرئة.

التعب يدل على نقص الأكسجين

يُعتبر التعب علامة غير محددة لكنها مهمة عندما ترافقه علامات أخرى، فالتعب المستمر يستنزف الطاقة يوميًا حتى مع الراحة بسبب أن الشرايين الضيقة تقلل وصول الأكسجين إلى العضلات والأعضاء. قد يُفسر كإرهاق ناتج عن الحياة اليومية أو قلة النوم، لكن فحصاً طبياً يبيّن وجود انسدادات في الشرايين التاجية أو الطرفية. وتُشير المعلومات الطبية إلى أن التعب من أبرز العلامات التي يتم تجاهلها لدى بعض الفئات، وهو ما يستدعي تقييمًا مبكرًا للوقاية من مشاكل التروية القلبية أو المحيطية.

خدر في الأطراف

ينشأ الخدر أو الوخز أو البرودة في الأطراف عندما تُسبب الانسدادات انقطاعًا في تدفق الدم إلى الأطراف، وهو ما يُخشى البعض تفسيره كوضعية مؤقتة أو الضغط العصبي. وقد تصبح الأصابع شاحبة أو مؤلمة عند الراحة في الحالات المتقدمة، ويدل وجود ضعف في النبض على احتمالية وجود مشاكل في الشرايين مع ضرورة إجراء فحص للنبض والتروية. كما أن مرضى السكري لديهم مخاطر أعلى للإصابة بهذا العرض، ما يستدعي رعاية ومتابعة دقيقة.

التورم في الساقين والقدمين

يُشير التورم إلى وجود احتباس للسوائل نتيجة اضطراب الدورة الدموية واحتقانها في الساقين والقدمين، وهو علامة تستدعي فحصًا للموجات فوق الصوتية للتقييم الشامل. قد يُفسر التورم كوقوف طويل أو كإشكالية سوء في التغذية، لكن التورم المستمر في جانب واحد يستدعي فحصاً عميقاً للبحث عن مشكلات وعائية. وربطاً بمضاعفات أخرى كجلطات أو قصور قلبي، يبرز أهمية متابعة الحالة بدقة وتلقي الرعاية الطبية الملائمة عند ظهور هذه العلامات.

الوقاية والتمارين

يمكن الوقاية من انسداد الشرايين من خلال ممارسة الرياضة بجانب اتباع نظام غذائي صحي وإجراء فحوصات دورية بشكل منتظم. تقوي التمارين المنتظمة الدورة الدموية وتقلل من عوامل الخطر المرتبطة بتصلب الشرايين وتضيّقها. كما أن وضع خطة نشاط تدريجي وباستشارة الطبيب يساهم في تعزيز الصحة القلبية والشريانية ويحافظ على اللياقة بصورة آمنة ومستمرة.

شاركها.
اترك تعليقاً