أعلن الدكتور دانيال أمن أن تغيير طريقة التفكير يمكن أن يخفف الألم المزمن، وهو أمر يهم كبار السن الذين يعانون من الإحباط والإرهاق. أكد أن الألم المزمن لا يقتصر على مناطق محددة في الجسم بل يشارك الدماغ في الإشعار به. أوضح أن هناك دوائر عصبية تشعر بالألم سواء كان جسديًا أو عاطفيًا عندما يستمر الألم لأكثر من ثلاثة أسابيع. أشار إلى أن بعض الأدوية المعالجة للاكتئاب تعمل على نفس الدوائر الدماغية وتساعد في تقليل الألم عند بعض المرضى.

العلاقة بين الدماغ والألم المزمن

يشرح أن استمرار نشاط مناطق بعينها في الدماغ قد يحفز دائرة المعاناة ويؤدي إلى ظهور مشاعر سلبية وتوتر في العضلات المحيطة بمكان الألم. كما يؤكد وجود دوائر في الدماغ تشعر بالألم سواء كان جسديًا أو عاطفيًا عند استمرار الألم. يلفت إلى أن الألم المزمن يمكن أن تكون له جذور في العمل الدماغي نفسه وليس فقط في المنطقة المصابة بالجسد. كما يشير إلى أن بعض العلاجات الدوائية المضادة للاكتئاب تستهدف هذه الدوائر وتُستخدم للمساعدة في تقليل المعاناة لدى بعض المرضى وليست للاعتراف بالواقع الخاطئ.

كيف يسبب الدماغ الشعور بالألم

يوضح أن الدماغ كعضو يعمل في شبكة معقدة، وأن إشغال الدماغ في مناطق محددة أو نقص نشاطها يمكن أن يؤثر في توازن الإشارات المؤلمة. يشرح أن الألم المزمن يُنشط دائرة المعاناة في الدماغ، ما يؤدي إلى تفاقم المشاعر السلبية وتوتر العضلات. عندما تتكرر الإشارات المؤلمة، تزداد حدة الألم وتزداد معه صلابة العضلات المحيطة. لهذا السبب، يعتبر تحسين وظائف الدماغ وتوازنه خطوة مهمّة لتخفيف المعاناة الجسدية والعاطفية على حد سواء.

كيفية تدريب الدماغ على التعامل مع الألم المزمن

يقترح الدكتور أمن ممارسة تُسمّى الحرية العاطفية، وهي تدوين تجارب الحياة على فترات خمس سنوات وتوثيق المواقف الإيجابية والتجارب المؤلمة. تبين هذه الممارسة أماكن وجود المشاعر المكبوتة وتساعد في إخراجها بشكل منظم. كما أن الحفاظ على موقف إيجابي ونظرة تفاؤلية يساعدان في كبح الغضب وبالتالي تخفيف الألم. بيّن أن هذه الاستراتيجية لا تنفي وجود الألم بل تسعى إلى تغيير طريقة تفاعل الدماغ معه.

شاركها.
اترك تعليقاً