تظهر تشنجات الساق الليلية كإشارة اضطراب في عمل العضلات وتوقظ المصاب من نومه. تحدث عادة في عضلات الربلة الخلفية، وقد تمتد أحياناً إلى القدم أو الفخذ. تكون الألم شديداً ومفاجئاً وتستمر لعدة ثوانٍ إلى دقائق قليلة، ثم يتحول الإحساس إلى تيبّس خفيف. وعلى الرغم من أن كثيراً من الحالات ليست خطرة بذاتها، فإن تكرارها أو شدتها قد ينعكس سلباً على النوم وجودة الحياة.

ما الذي يحدث أثناء التشنج

يصف الأطباء التشنج بأنه انقباض لا إرادي في ألياف العضلات يؤدي إلى تصلب مؤلم. قد يستمر الانقباض من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق، ثم يترك العضلة في حالة تيبّس أو ألم خفيف. أحياناً يصف المرضى الإحساس بأن العضلة تتقلص على نفسها وتصبح لمسها مؤلِماً للغاية. عادة تكون التشنجات في عضلات الربلة الخلفية، لكنها قد تنتشر إلى القدم أو الفخذ في بعض الحالات.

تظهر التشنجات بشكل متكرر بين البالغين مع تقدم العمر، وتؤثر غالباً في عضلات الربلة. يرجع ذلك جزئياً إلى تغيرات في الكتلة والمرونة العضلية وقلة الحركة. رغم أن الأسباب المباشرة غير مفهومة دائماً، ترتبط العوامل المحفزة بنقص المعادن، الجفاف، والإرهاق العضلي. كما يمكن أن تسهم أحياناً أمراض مزمنة في زيادة مخاطر حدوث التشنجات ليلاً.

الأسباب والعوامل المحفزة

تشير الدراسات إلى أن نقص المعادن مثل المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم يشارك في حدوث التشنجات لأنها ضرورية لانقباض العضلات واسترخائها. الجفاف وقلة شرب الماء يغيران توازن الأملاح داخل الخلايا العضلية، مما يسهل ظهور التشنج. الإرهاق العضلي الناتج عن جهد رياضي مفرط خصوصاً في عضلات الساق يعتبر من العوامل الأساسية. الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة يعوقان تدفق الدم ويؤديان إلى تيبّس العضلات وتفاقم المشكلة ليلاً.

كما تلعب بعض الأدوية مثل مدرات البول وخافضات الكوليسترول أو العلاج الهرموني أدواراً إضافية في زيادة احتمال التشنجات. وتظهر مخاطر أعلى لدى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وقصور الكلى ومشكلات الغدة الدرقية وضعف الدورة الدموية الطرفية. ويشير الخبراء إلى أن قلة الحركة اليومية مع التقدم في العمر تزيد احتمال حدوثها بشكل ملحوظ. بعض الحالات تتحسن مع تمارين تقوية العضلات ومرونتها وتعديل العادات اليومية.

الأعراض والتشخيص

أبرز الأعراض هو ألم مفاجئ وشديد في عضلة الساق يوقظ المصاب من النوم. قد يشعر الشخص بأن العضلة مشدودة أو متصلبة، وتظهر أحياناً ككتلة صلبة تحت الجلد. وفي التكرارات المتكررة، يمكن أن يبقى الألم أو الإحساس بالشد لساعات بعد انتهاء التشنج. إذا صاحب التشنج تورم أو ضعف عام أو تنميل فقد يدل ذلك على حالة طبية تستدعي التقييم.

عادة لا يحتاج الأمر إلى فحوصات معقدة ويعتمد الطبيب على التاريخ والفحص السريري. في بعض الحالات قد تُجرى تحاليل دم لقياس المعادن أو تصوير بالرنين المغناطيسي عند الاشتباه بضغط على الأعصاب أو مشكلة في العمود الفقري. الهدف من التقييم هو استبعاد أمراض أخرى مثل تضيق الشرايين أو اضطرابات الأعصاب الطرفية.

العلاج والتخفيف

يمكن علاج أغلب التشنجات في المنزل بدون أدوية، مع اتباع عدد من الطرق الفعالة. ابدأ بمدّ العضلة فوراً عبر الوقوف أو سحب القدم نحو الأعلى بعناية. ثم ثَمّ تدليك العضلة المصابة وتحريكها برفق يساعد في استعادة تدفق الدم وتقليل الألم. يمكن تطبيق كمادات دافئة لتخفيف التوتر، أو كمادات باردة لتخفيف الألم الشديد، وفق الحاجة.

طرق الوقاية من التشنجات الليلية

ينصح الخبراء بتعديل نمط الحياة للوقاية من التشنجات الليلية. مارس تمارين الإطالة للساقين قبل النوم وتناول أطعمة غنية بالمعادن مثل الموز والعدس والمكسرات والبطاطا الحلوة. احرص على شرب الماء بانتظام واختيار أحذية مريحة تدعم القدم والكاحل وتجنب الجلوس الطويل. إذا تكررت التشنجات بشكل مقلق فيجب مراجعة الطبيب لتقييم الأدوية ومستوى المعادن في الدم.

شاركها.
اترك تعليقاً