يسعى الآباء إلى منح أطفالهم مساحة حرة ضمن حدود آمنة تسمح لهم بالتجربة والتعبير عن أنفسهم. يؤمنون بأن رأي الطفل يجب أن يُفهم ويُستمع إليه بما يتناسب مع عمره، فذلك يعزز شعوره بالانتماء والمسؤولية. وعند فهم احتياجاته يمكن توجيهه دون صدام أو عنف، مما يسهم في بناء ثقة متينة بنفسه وبمن حوله. يعمل هذا التوازن على تعزيز استقلاليته مع الحفاظ على سلامته.
فهم احتياجات الطفل
الحرية لا تعني الفوضى، بل مساحة آمنة ليجرب ويرتبط بعواطفه ويتعلم من تجاربه. يحتاج الطفل إلى أن يُسمع رأيه ويشارك في قرارات مناسبة لعمره ضمن إطار واضح. عندما نستمع إليه ونفهم طبيعته العمرية، يصبح من الأسهل توجيهه بهدوء ودون صدام. وبذلك يفهم الحدود وتزداد قدرته على تحمل المسؤولية.
وضع قواعد واضحة وثابتة
تشعر القواعد الواضحة بالأمان لدى الطفل وتساعده على فهم ما يمكن وما لا يمكن فعله. يجب أن تكون القواعد بسيطة ومفهومة ومباشرة مع شرح هادئ لها. ولا يعني ذلك فرض قوانين قاسية، بل تطبيق ثابت يوضح الفرق بين الحرية والنظام. عندما يفهم الطفل الحدود، يصبح الالتزام أسهل ويتعلم احترام النظام دون شعور بالضجر.
منح الطفل اختيارات تناسب عمره
تتيح الاختيارات المحدودة للطفل الشعور بالاستقلالية ضمن الإطار العام للعائلة. يمكنه أن يختار من بدائل محددة مثل الملابس أو النشاط الذي يريد القيام به أو نوع الوجبة التي يفضلها. تعزز هذه الاختيارات الثقة بالنفس وتعلمه اتخاذ قرارات هادئة ومسؤولية. وبمرور الوقت يصبح قادراً على اتخاذ خيارات أكثر صعوبة بثقة ورزانة.
السماح بالخطأ وتفادي اللوم المبالغ فيه
الخطأ جزء طبيعي من رحلة تعلمه. عندما يسمح الآباء له بخوض التجارب، يتركزون على الدرس المستفاد وليس على العقاب. بدلاً من اللوم العصبي، يتم مناقشة الموقف بسلاسة مع السؤال عن ما تعلمه من الموقف. هذا يعزز الشعور بالأمان ويزيد من خبرته العملية.
المتابعة الذكية بدون سيطرة
يمكن منح الطفل مساحة من الحرية مع متابعة غير مباشرة، مثل السماح باللعب في الحديقة مع مراقبة من بعيد. كما يمكن إسناد هاتف له مع تحديد أوقات استخدام واضحة. المتابعة الذكية تمنح الطفل شعورا بالثقة وتساعده على الشعور بالأمان دون إحساس بالمراقبة المستمرة. وتساهم في تقليل التوتر بينه وبين الأسرة.
تعزيز الثقة بالنفس
عندما تشعر الأسرة بأنها تثق به، يصبح أكثر قدرة على التصرف بمسؤولية. يجب أن تشجع الأم الطفل وتثني على سلوكياته الإيجابية بشكل منتظم. يعزز التقدير اللفظي قيمته كعضو فاعل في الأسرة ويزيد من شعوره بالمسؤولية. كما أن منح مهام بسيطة داخل المنزل يبرز أهمية كل فرد في الأسرة.


