تشير الدراسات إلى أن تناول الثوم النيء قد يخفض مستوى الكوليسترول السيئ LDL بشكل طفيف بفضل مركب الأليسين، لكن هذا التأثير محدود ولا يغني عن الأدوية الموصوفة. وتُعزى الفائدة المحتملة إلى قدرة الأليسين على تقليل إنتاج LDL في الكبد، وهو تأثير قد يتفاوت حسب الجرعة. كما يوضح الخبراء أن الاستجابة تكون أقوى مع جرعات أعلى وتزداد عادة مع طول فترة الاستخدام، لكن انخفاض 6% إلى 9% لا يكفي ليُعَد علاجًا وحيدًا لارتفاع الكوليسترول. وعليه، يوصى بمواصلة العلاج الطبي واتباع نمط حياة صحي بجانب الثوم إذا كان الهدف خفض الكوليسترول.
تشير نتائج دراسة أجراها معهد أبحاث الدهون وتصلب الشرايين في إسرائيل إلى أن الأليسين يمنع إنتاج البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL في الكبد عن طريق ربطه بمستقبلات LDL على خلايا الكبد، وبذلك يوقف تكون LDL على المستوى الخلوي. ورغم وجود أدلة دامغة على هذه النتائج، لا يتأثر مستوى البروتين الدهني الجيد HDL عادةً. تختلف الاستجابة باختلاف الجرعة، فالتجارب تشير إلى انخفاض أكبر مع جرعات أعلى، وتزداد الفاعلية مع استمرار العلاج، مع وجود نطاق انخفاض تقريبي بين 6% و9%. لا يمكن الاعتماد عليه كعلاج وحيد ويرتبط تأثيره بزمن الاستخدام.
علاوة على ذلك، يقدِم الثوم فوائد أخرى مثل تعزيز المناعة وخفض ضغط الدم وخصائص مضاد الأكسدة. إلى جانب ذلك، قد يساهم في تحسين صحة الجهاز الدوري عندما يحل محل عادات غذائية غير صحية. إلا أن تأثيراته ليست دائمة، وقد يتراجع عند التوقف عن تناوله. ينبغي مراجعة الطبيب قبل استخدامه كمكمل غذائي مع وجود أمراض مزمنة أو أدوية مميعة للدم أو أدوية مناعية.
الجرعة الآمنة والتأثيرات المحتملة
لا توجد إرشادات رسمية موحدة للاستخدام الأمثل للثوم، إلا أن المصادر تشير إلى تناول الثوم النيء عادةً بفص واحد إلى فصين يوميًا. يمكن إدخاله مع الطعام أو تناوله مباشرة، ولكنه قد يسبب استخدام المكملات الغذائية آثاراً جانبية أكثر. من بين الآثار المحتملة رائحة فم ورائحة جسد كريهة، وانتفاخ وغازات، وحرقة في المعدة أو إسهال. كما أن للثوم خصائص خفيفة مضادة للتخثر أو مميعة للدم، قد تتعارض مع اضطرابات النزف وتتفاعل مع أدوية مثل السيكلوسبورين.
إلى جانب تأثيره على الكوليسترول، يذكر أن الثوم يساهم في تعزيز المناعة وخفض ضغط الدم وتوفير مضادات أكسدة عالية. ينصح بمراجعة الطبيب قبل إدخال الثوم كمكمل غذائي إذا كان الشخص يعاني أمراض مزمنة أو يتناول أدوية مميعة للدم أو أدوية مناعية. ويظل استخدام الثوم جزءاً من نمط حياة صحي وليس بديلاً عن الأدوية المقررة.
التداخلات والتحذيرات الصحية
يجب توخي الحذر من التفاعلات المحتملة مع أدوية مميعة للدم وأدوية مثبطة للمناعة عند استخدام مكملات الثوم. تشير التقارير إلى أن الثوم قد يقلل من فعالية السيكلوسبورين ويزيد مخاطر النزف في حالات معينة. لذا ينبغي استشارة الطبيب قبل البدء في أي مكملات ثوم خصوصاً عند وجود اضطرابات نزف أو أمراض كبدية، أو عند استخدام أدوية مضادة للبكتيريا أو مناعية.
التخزين خلال رمضان
أشار المصدر إلى وجود طرق مضمونة لتخزين الثوم خلال شهر رمضان للحفاظ على نضارته ونكهته. يفضل اتباع أساليب تخزين مناسبة تضمن جاهزية الثوم للاستعمال خلال الأيام الطويلة. كما يجب الانتباه إلى سلامة التخزين وتجنب تعفن الثوم أو فقدان فوائده.


