تعلن جهة صحية محلية أن موسم الشتاء يرفع مخاطر الإصابات التنفسية بين الأطفال بسبب انتشار الفيروسات التنفسية بسرعة. وفقًا لتقرير نشره موقع bihid، تُعد التدابير الوقائية المبكرة، بما في ذلك التطعيم ونظافة اليدين وتهوية الفصول والمنازل، من أبرز الوسائل لتقليل انتشار الفيروسات بين الأطفال، خصوصًا في البيئات التي يزداد فيها الاتصال الوثيق. وتشير المعطيات إلى أن هذا الانتشار يشمل الإنفلونزا، الفيروس المخلوي التنفسي، وكوفيد-19، مما يجعل الإجراء الوقائي أمرًا ضروريًا لحماية الصغار.
تبرز مخاطر العدوى من كثرة التجمعات داخل المدارس ورياض الأطفال كبيئة مناسبة لانتقال الفيروسات، خاصة وأن أجهزتهم المناعية لم تنضج بعد. كما أن المناخات الدافئة قد تؤخر توقف انتشار الفيروسات وتتيح لها وقتًا أطول للانتشار بين أفراد المجتمع. ينتقل الفيروس غالباً عبر الرذاذ المتطاير عند العطس أو السعال، وكذلك عبر لمس الأسطح الملوثة، ما يجعل الأطفال ناقلين محتملين للعدوى.
الفيروسات الرئيسية التي يجب مراقبتها
الإنفلونزا مرض سريع الانتشار يظهر عادةً بارتفاع في الحرارة وقشعريرة وآلام في العضلات وتعب شديد. يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي والجفاف خاصة لدى الأطفال الصغار. تؤكد العناية الوقائية أهمية التطعيم السنوي والالتزام بالإجراءات الصحية للمساعدة في تقليل مخاطر الإصابة.
الفيروس المخلوي التنفسي المعروف بـ RSV يبدأ غالباً بأعراض مشابهة للنزلة الخفيفة، ولكنه قد يتطور إلى صفير وصعوبات في التنفس. قد يواجه بعض الأطفال صعوبات في التغذية وتعباً مستمراً، وقد يحتاج بعضهم إلى العناية الطبية أو دخول المستشفى في حالات شديدة. تُشدد الإرشادات الطبية على متابعة الأعراض والتماس العناية عند وجود علامات خطيرة.
كوفيد-19 عادة ما يكون أخف تأثيراً على الأطفال مقارنة بالبالغين، لكنه قد يسبب حمى وسعال وتعباً، وقد تكون الأعراض أكثر حدة لدى الأطفال المصابين بالربو أو أمراض مزمنة أخرى. تؤكد الإرشادات الصحية أهمية التطعيم ضد كوفيد-19 وفق توجيهات الأطباء والجهات الصحية. ينبغي توعية الأهل بأن التغيرات في الأعراض تستدعي متابعة طبية خصوصاً إذا ظهرت ضيق التنفس أو فقدان الشهية.
نصائح وقائية للآباء
توصي الإرشادات بغسل اليدين بانتظام لمدة لا تقل عن 20 ثانية بالماء والصابون بعد العودة من المدرسة وقبل الوجبات وبعد السعال أو العطس. إذا تعذّر توفر الماء والصابون، يمكن الاعتماد على معقم اليدين الكحولي كبديل فعال. يتعين تعليم الأطفال أن هذه العادة تساهم بشكل مباشر في تقليل انتشار الجراثيم بينهم وبين الآخرين.
تشجع الأطفال على تغطية الفم والأنف باستخدام المرفق الداخلي أو منديل ورقي أثناء السعال والعطس. ينبغي التخلص من المنديل فور الاستخدام وغسل اليدين بعد ذلك. تقلل هذه العادات من نشر الرذاذ وتحد من انتقال العدوى في الصفوف والمنزل.
لا ترسلوا أطفالكم إلى المدرسة حال ظهور الحمى أو السعال المستمر أو أي علامات مرضية أخرى. ينبغي أن يمكث المرضى في المنزل حتى تمر 24 ساعة على الأقل دون دواء خافض للحرارة وتعود الحالة إلى الاستقرار. يساعد البقاء في المنزل على الحد من انتشار العدوى وحماية زملائهم.
ينبغي تنظيف وتعقيم الأسطح بشكل منتظم، بما في ذلك المقابض ومفاتيح الإضاءة والألعاب واللوازم المدرسية. يفضل استخدام الماء والمنظف المعتدل وتجنب الإفراط في المطهرات القوية التي قد تثير التسامح الجرثومي. المراقبة المستمرة لتلك الأسطح تقلل فرص نقل الجراثيم بين الأطفال.
تظهر الأدلة أن التهوية الجيدة تقلل تراكم جسيمات الفيروسات في الأماكن المغلقة. يفتح النافذة أو تُستخدم أجهزة تنقية الهواء المزودة بفلاتر HEPA لزيادة دوران الهواء الصحي. تحسن التهوية يساهم في تقليل مخاطر انتقال العدوى بين الطلاب والمعلمين.
ينبغي استشارة طبيب الأطفال للحصول على نصائح حول التطعيمات المناسبة ضد الإنفلونزا وكوفيد-19، وفي حالات معينة قد يوفر الطبيب حماية إضافية للرضع أو الأطفال المعرضين للخطر باستخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة. يراعى اتباع الإرشادات الصحية المعتمدة لضمان اتخاذ القرار الطبي الصحيح. سيرشد الطبيب إلى الإجراءات الأنسب وفق حالة الطفل والتوجيهات السارية.
عند ظهور أعراض خطيرة يجب الاتصال بالطبيب فوراً أو طلب الرعاية الطارئة دون تأخير. وتشمل العلامات صعوبة التنفس أو تسارع التنفس، علامات الجفاف مثل جفاف الفم وقلة البول، النعاس أو التهيج غير المعتاد، وفقدان الشهية أو صعوبة التغذية. يساعد التدخل الطبي المبكر في تقليل المضاعفات وتحسين فرص الشفاء لدى الأطفال.
نظرًا لبداية موسم الفيروسات مبكراً في المناطق المعتدلة، تشير المصادر إلى أهمية بدء الإجراءات الوقائية قبل انتشار العدوى بشكل واسع. تعد المدارس مكاناً مثالياً لمراجعة عادات الوقاية والتطعيم والتواصل مع طبيب الأطفال. تنظيم هذه الإجراءات الوقائية المبكرة يساهم في تقليل أعداد الإصابات وحماية صحة الأطفال في المجتمع.


