أشارت الدكتورة سلمى أبو اليزيد، استشارية الصحة النفسية، إلى أن موجة المقاطع المصنوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تصاعدت في الفترة الأخيرة وتثير قلقاً على الصحة النفسية للمشاهدين. وتوضح أن بعض هذه المقاطع تبدو حقيقية رغم أنها خيالية تماماً، وتظهر لقطات عاطفية تؤثر في المشاعر بشكل غير متوقع. وترى أن تأثيرها يتجاوز مجرد التسلية، حيث يمس النفس والعواطف بشكل قد لا يلاحظه الكثيرون. كما يمكن أن تثير مشاعر الحزن والخوف والاستفزاز وتدفع المتابعين إلى التفكير الزائد والمقارنة غير الواقعية.

تأثير المقاطع على الأطفال والمراهقين

أكدت أخصائية الصحة النفسية أن الأطفال والمراهقين يتأثرون بشكل أقوى بهذه المقاطع، خصوصاً عندما تصبح المشاهد أقرب إلى الواقع بسبب تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويصعب عليهم التمييز بين الواقع والخيال في هذه اللقطات. قد يؤدي ذلك إلى تكوين أفكار غير صحية عن العلاقات الأسرية وخلق صورة مشوشة عن مفهوم الأمان العاطفي. وتظهر هذه التأثيرات بوضوح في سلوكياتهم وتفاعلهم مع المحتوى بشكل عام.

تأثير المحتوى العاطفي على البالغين

أفادت استشارية الصحة النفسية بأن البالغين ليسوا بمنأى عن تأثير هذه المقاطع، فالمحتوى العاطفي المبالغ فيه قد يثير القلق والإرهاق النفسي. وتؤدي تكرار مشاهدة مثل هذه الفيديوهات إلى بناء فجوة بين ما يشاهده الشخص وبين واقعه اليومي. كما يمكن أن يؤثر ذلك في نظرتهم للعلاقات الإنسانية بشكل عام، كما قد يتفاقم الشعور بالضغط النفسي نتيجة المقارنات المستمرة. وتؤكد أن الخلل الناتج قد يصعب على الفرد الشعور بالراحة في حياته اليومية.

الانفصال عن الواقع وتكوين عالم وهمي

أشارت تقارير إلى أن انتشار هذه المقاطع يدفع بعض الأفراد إلى بناء عالم وهمي مليء بالمشاهد المثالية والدعوات المؤثرة. وهذا الانفصال عن الواقع يزيد القلق الاجتماعي ويعمق الإحساس بعدم الرضا عن الحياة اليومية، مع احتمال ارتفاع معدلات الاكتئاب وانتشار حالات الانتحار نتيجة فقدان الارتباط بالواقع. وتبقى المخاطر قائمة عندما يعتمد الشخص على مثل هذه اللقطات كمرآة لحياته ويبتعد عن محيطه الحقيقي.

شاركها.
اترك تعليقاً