أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء اليوم الاثنين 8 ديسمبر فعاليات منتدى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين في عالم متغير، وذلك في أحد فنادق القاهرة وبالتعاون مع سفارة جمهورية الصين الشعبية وبحضور عدد من المسؤولين والخبراء ورجال الأعمال من الجانبين. وأوضح الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس الوزراء ورئيس المركز، أن العلاقات المصرية-الصينية تشكل نموذجاً راسخاً لشراكة استراتيجية قائمة على إرث حضاري ورؤية تنموية مشتركة ورغبة سياسية تدعم التعددية وتُعزّز احترام المسارات الوطنية. ولُفت إلى أن ما تحقق من تعاون عبر عقود يمنح قاعدة صلبة يمكن البناء عليها نحو آفاق أوسع من التعاون. كما شدد على أن المنتدى يمثل مساحة عملية للتفكير المشترك وفرصة لتطوير مسارات تعاون جديدة في مجالات الصناعة الحديثة والذكاء الاصطناعي والحوكمة الرقمية والطاقة المتجددة والأمن الغذائي وتكامل مبادرة الحزام والطريق مع رؤية مصر 2030.
أهداف المنتدى وآفاقه
ويوضح أن المنتدى سيتيح جلساته وورش عمله منصة لتبادل الخبرات وتقديم مقترحات عملية قابلة للتنفيذ تعزز قدرة البلدين على إقامة مشروعات مشتركة ذات قيمة مضافة. وأعرب عن توقعه أن تكون الجلسات وسائر فعاليات المنتدى منصة لتبادل الأفكار وتقديم مقترحات قابلة للتنفيذ. وأشار إلى أن النتائج المتوقعة ستعزز الشراكة الشاملة وتدعم رؤية البلدين لمستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً. وأكد أن المحاور المطروحة تعكس أولويات التنمية وتفتح آفاق استثمارية وتكنولوجية مهمة.
كلمة السفير الصيني وتصور التعاون
ألقى السفير لياو ليشيانغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر، كلمة استعرض فيها العلاقات المميزة التي تجمع البلدين والتي تشهد زخماً كبيراً خلال السنوات الأخيرة في مجالات متعددة بفضل القيادة الحكيمة للرئيسين ورغبتهما في تحقيق التنمية الشاملة. وأوضح أن مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع الصين، وأن العام القادم سيشهد الاحتفال بذكرى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معرباً عن أمله في استمرار التعاون بناءً على الثقة والاحترام والمصالح المشتركة. واستعرض أبرز مسارات التنمية الصينية والجهود التي تستهدف تقدم الشعب الصيني، مشيراً إلى أن الصين تسعى إلى تعزيز الشراكة مع مصر في مجالات مثل الطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي وتحلية المياه والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يدعم التنمية المشتركة للبلدين.
رؤية مصر في قطاع الاتصالات
من جانبها أكدت المهندسة غادة لبيب أن المنتدى يمثل منصة مهمة للحوار وتبادل الخبرات وتطوير شراكات مستقبلية بين البلدين. أشارت إلى أن التعاون المصري-الصيني في قطاع الاتصالات يشهد زخماً مستمراً، حيث شمل إنشاء مصانع لكابلات الألياف الضوئية ومراكز البيانات وتطوير البنية الرقمية وإطلاق الخدمات السحابية وبناء منظومات الذكاء الاصطناعي للتعرف على اللغات. لفتت إلى زيارة الدكتور عمرو طلعت إلى بكين في سبتمبر 2024 كمرحلة جديدة من التعاون عبر توقيع مذكرات تفاهم لتوسيع الاستثمارات وتأسيس صندوق استثماري بقيمة 300 مليون دولار وتطوير قدرات رقمية وتوفير وظائف وتدريب. كما أشارت إلى أن الشراكة تشمل إقامة مراكز ومعامل لبناء قدرات أكثر من ثلاثة آلاف متخصص.
صوت الإعلام ورؤية شينخوا
وفي كلمته أعرب ماو لي، المدير الإقليمي لشينخوا في الشرق الأوسط، عن سعادته بالمشاركة في المنتدى وتبادل الرؤى حول مستقبل العلاقات الصينية-المصرية. أشار إلى أن شينخوا تأسست عام 1931 وأنها وكالة الأنباء الوطنية للصين وتعد مؤسسة إعلامية عالمية ذات تأثير فكري وطني. وأوضح أن العالم يشهد تحولات كبيرة في المشهد الإعلامي، وهو مستعد للعمل مع المؤسسات المصرية لتعزيز صوت الجنوب وتقديم رواية موضوعية عن الصين ومصر وبناء جسر تفاهم وصداقة. تمنى أن تبقى الصداقة الصينية-المصرية قوية وكبيرة، وتظل علاقات التعاون بين البلدين عالية ومستقرة على الدوام.
محاور رئيسة للنقاش
يعتمد المنتدى محاور رئيسة لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيع مجالات الاستثمار وتوطين العلوم والتكنولوجيا والابتكار. كما يركز على التعاون في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة وتبادل الرؤى حول القضايا الدولية والإقليمية في ظل التحولات العالمية الراهنة. وتؤكد الجلسات والورش أن النتائج ستكون مقترحات عملية قابلة للتنفيذ ترفع قيمة المشروعات المشتركة وتدفع بها نحو مراحل أكثر تقدماً.


