يؤكد الدكتور جمال شعبان استشاري القلب وعميد معهد القلب السابق في منشور له أن حماية القلب من الجلطات تبدأ من الطفولة وليست من سن الأربعين. يوضح أن نمط الحياة في الصغر يحدد صحة القلب عند الكبر، فالإهمال في النوم والطعام غير الصحي والسمنة والتدخين تترك آثارها تدريجيًا حتى تنفجر في صورة جلطة مفاجئة. كما أشار إلى أن وجود درع وقائي مكوّن من عشر وصايا يساعد في الوقاية من ضيق الشرايين التاجية والجلطات، وهو ما يبرز أهمية الوقاية مبكرًا.

الوصايا العشر لحماية الشرايين

توصي الوصاية الأولى بتناول غذاء صحي ومتوازن، مع الاعتماد على الخضراوات والفواكه وتقليل النشويات والسكريات والدهون الحيوانية والمهدرجة. تشجع على أساليب الطهي مثل الشوي أو السلق وتخفيف المقليات والوجبات السريعة. وتؤكد على أهمية وجبة الإفطار وشرب الماء بشكل كافٍ، مع التذكير بمبدأ الاعتدال في استهلاك الطعام.

تؤكد الوصية الثانية على تجنّب السمنة وزيادة الوزن، لأن ذلك يرفع مخاطر الضغط والسكري والكوليسترول، وهي عوامل رئيسية تؤثر سلبًا في صحة القلب. يشير إلى أن تقليل الوزن يحمي من أمراض مرتبطة بالقلب ويقلل الضغط على الشرايين. وتُشدد على ضرورة متابعة نمط حياة صحي مستمر لتحقيق ذلك.

تعزز الوصية الثالثة أهمية النشاط البدني اليومي، وتحديدًا ممارسة المشي لمدة 45 دقيقة كأفضل دواء وقائي مجاني للوقاية من الجلطات. تبيّن أن الحركة المنتظمة تحسن وظيفة القلب وتخفض مخاطر المشكلات القلبية. وتؤكد أن الالتزام بنمط حياة نشط يثمر فوائد ملموسة خلال فترات زمنية قصيرة.

تنظيم مواعيد الطعام يمثل الوصية الرابعة، فالإفطار مبكر والغداء قبل الساعة الثالثة من اليوم يسهّلان ضبط الوزن والصحة القلبية. كما يُفضل العشاء خفيفًا جدًا مثل الزبادي مع ثمرة فاكهة عند الثامنة مساءً أو حتى الامتناع عن العشاء في بعض الأيام. وتؤكد أن توزيع الوجبات يساعد في استقرار السكر والضغط ويحافظ على نشاط الجسم طوال اليوم.

أما الوصية الخامسة فتشير إلى النوم الكافي كعامل حاسم في صحة القلب، فالنوم الجيد يوازن الهرمونات ويرتّب الضغط ويدعم المناعة. يربطbetween النوم الجيد والصحة القلبية بتقليل التوتر وتثبيت الإيقاع اليومي. كما تُبرز أهمية الحصول على راحة كافية كل ليلة كجزء من نمط حياة صحي.

تدعو الوصية السادسة إلى التوقف الكامل عن التدخين، مع الإشارة إلى عدم مجالسة المدخنين. كما تحذر من المخدرات والهرمونات والمكملات غير الموثوقة والإفراط في المسكنات لأنها تزيد من مخاطر مشاكل الشرايين والجلطات. وتؤكد أن الامتناع عن التدخين يحمي القلب ويحسن الدورة الدموية بشكل ملموس. وتختتم بالتذكير بأن الوقاية تبدأ من القرار الفردي الثابت.

تشدد الوصية السابعة على السيطرة على أمراض الخطورة مثل ضغط الدم والسكر والكوليسترول من خلال متابعة طبية منتظمة، وربما علاج دوائي مكثف عند الحاجة. كما تُبرز أهمية متابعة التحاليل الطبية باستمرار لتقييم المخاطر وتعديل العلاج مبكرًا. وتؤكد أن التدخل المبكر في هذه الأمراض يمنع تفاقمها وتطورها إلى مضاعفات قلبية.

تُفصل الوصية الثامنة أهمية الفحص السنوي حتى للشخص السليم، فكل فرد يحتاج إلى فحص دوري يشمل السكر التراكمي والكوليسترول ووظائف الكبد والكلى وصورة الدم وفيتامين د ومستوى اليوريك أسيد. يهدف هذا الفحص إلى اكتشاف أي خطر مبكر قبل ظهور المضاعفات. ويساعد على توجيه الرعاية الطبية الوقائية بشكل أكثر دقة وتخصيص العلاج عندما يلزم.

تتناول الوصية التاسعة تحسين الحالة النفسية وتغيير الروتين، فالتنزه ولقاءات قصيرة مع العائلة أو الأصدقاء يرفعان الطاقة الإيجابية ويقللان التوتر. ويؤكد شعبان أن تعزيز الصحة النفسية ينعكس إيجابًا على صحة القلب ويكمل العناية الجسدية. كما يشير إلى أن التوازن النفسي ينعكس في الأداء اليومي والسلوك الصحي المستدام.

تختتم الوصية العاشرة بالنصيحة لتجنب الضغوط النفسية قدر الإمكان، والدعوة إلى الاعتماد على الصبر والصلاة كسبيل لتخفيف التوتر. يوضح أن الحد من التوتر يخفف العبء عن القلب ويقلل مخاطر الأزمات القلبية. ويركز على أن السلام الداخلي والسلوك الهادئ يسهمان في الوقاية والحفاظ على صحة الشرايين بشكل أفضل.

شاركها.
اترك تعليقاً