تطلق منصة WATCH IT مسلسل ميدتيرم في موسمه الأول وتفتح نافذة درامية على صدى قضية إنسانية مهمة. تسرد الحلقة الأولى كيف تبدو الصداقة من منظور شخص يعاني ADHD، خصوصًا في الجامعة حيث تتشكل العلاقات وتتشكل الهوية. تبدأ الحلقة بمشهد طريف ومربك حين تصل تيا، التي تجسدها ياسمينا العبد، إلى الحرم الجامعي لأول مرة وتواجه موقفاً محرِجاً عند البوابة بسبب نفايات ذات رائحة كريهة. تدخل المحاضرة وتواجه معاملة قاسية من إحدى الطالبات بسبب الرائحة. يتصدر المشهد ظهور زياد ظاظا في دور يزن، فهو يقدم لها مناديل ومساندة صادقة، ويعلن أنه مصاب باضطراب ADHD، وهو ما يفتح باباً للنقاش حول طبيعة العلاقات اليومية لشخص يعيش هذا الاضطراب في مجتمع جامعي يحكم عليه بسرعة.
تحديات الصداقة مع ADHD
توضح التجارب أن المصاب ADHD يجذب الأصدقاء بسرعة بسبب حيويته ومرحته، لكنه يواجه صعوبات في الحفاظ على العلاقات. فالغياب دون انتباه يجعل الشخص يبتعد عن التواصل المباشر، ويرجع ذلك إلى صعوبة إدراك الزمن وتبنّي منطق “البعيد عن العين بعيد عن القلب”. وتظهر المقاطعة غير المقصودة كميزة للاضطراب، حيث يقاطع المصاب أثناء الحديث بسبب صعوبة تنظيم الانتباه. يمكنه العمل على ذلك عبر ملاحظات هادئة وتدريبات ضبط النفس.
يتسبب تفويت التفاصيل في سوء فهم بين الصديق والمحيطين، إذ يتشتت الانتباه أثناء حديث الآخرين. يكون من المفيد أن يصرح المصاب بطبيعته في التركيز، مثل أن يقول: “ذهني شرد قليلًا، هل يمكن أن تعيد الجزء الأخير؟”، وهذا يعزز الوضوح والاحترام. وتظهر مشكلة الانفعال الزائد كدافع لمشاعر مبالغ فيها وتوتر يرهق العلاقة. وللتعامل، يحتاج المصاب إلى تعلم استراتيجيات تهدئة وممارسة اليقظة الذهنية أثناء المواقف الحرجة.
تؤدي حساسية الرفض المرتبطة بالاضطراب إلى تفسير التأخيرات في الرد كإقصاء شخصي. يستدعي ذلك إعادة تفسير الموقف بوعي، فيفترض الطرف الآخر الانشغال بدلاً من التجاهل. إخفاء الذات يظهر عند البعض بمحاولة إظهار صورة مقبولة اجتماعيًا، ما يجعل التعبير عن الاحتياجات الشخصية مرهقاً. يحتاج المصاب إلى ملاحظة مواقف إرضاء الآخرين كمدخل رئيسي لإدراك هذا النمط، ثم التعبير عن نفسه بصدق تدريجيًا.


