توضح البيانات الحديثة أن الإنفلونزا تظل نشطة هذا الموسم مع ارتفاع في أعداد الإصابات. وتبين أن النوع A يظل الأكثر انتشاراً بسبب قدرته على الانتشار والتغير الجيني المستمر. كما يسبب هذا النوع موجات انتشار كبيرة وجوائح تاريخية مثل جائحة 1918. وعلى الجانب الآخر، يظهر النوع B عادة في فترات أواخر الموسم، رغم أنه ليس بلا مخاطرة ويوفر مخاطر كبيرة لبعض الفئات.
الفروقات الأساسية بين النوعين
يظل النوع A الأكثر قدرة على الانتشار والتسبب بموجات وبائية واسعة. كما أنه يواجه تغيرات جينية مستمرة تزيد من احتمال ظهوره بشكل مفاجئ. وهذا يجعل الإنفلونزا A أكثر عرضة لإحداث أزمات صحية كبيرة وتحديات للأنظمة الصحية في المواسم المتعددة. فيما يظهر النوع B بنطاق أضيق في الانتشار عادةً، ويميل إلى الظهور لاحقاً في الموسم، رغم أن ذلك لا يعني غيابه تماماً عن المسار المرضي.
موعد الظهور خلال الموسم
تشير المصادر الصحية إلى أن الإنفلونزا A تبدأ في الانتشار مع بداية الخريف وتبلغ ذروتها غالباً بين فبراير ومارس، وقد تستمر حتى أبريل. أما الإنفلونزا B فتظهر عادةً في فترات أواخر الموسم، أي في مارس وما بعده. وتُظهر المعطيات أن متابعة التطعيم وإجراءات الوقاية قبل ومنتصف الموسم يساعد في الحد من انتشار العدوى.
تأثير كل نوع على الأطفال
على الرغم من تشابه الأعراض بين النوعين، يلاحظ أن الإنفلونزا A عند الأطفال ترتبط بمعدلات أعلى من التهابات الأذن ومضاعفات صدرية أسرع. بينما يؤدي النوع B إلى زيادة في النوبات والتقيؤ والإسهال بشكل متكرر، وقد يصبح أشد تأثيراً عند الأطفال ذوي المناعة الضعيفة. هذه الفروق رغم أنها دقيقة تبرز أهمية التقييم الطبي والمتابعة المتخصصة عند الأطفال المصابين بالإنفلونزا.
الأعراض المشتركة وعدم التمييز
لا يمكن التمييز بين النوع A وB بناءً على الأعراض وحدها، فكل الفيروسين يسببان ارتفاع الحرارة وسعالاً جافاً وآلام شديدة في الجسم وإرهاقاً وتهاب الحلق والصداع. أحياناً تظهر أعراض إضافية مثل الإسهال والغثيان والقيء لدى الأطفال. يؤكد الخبراء أن التحليل المخبري هو الوحيد القادر على تأكيد الإصابة بنوع الفيروس بدقة.
المضاعفات المحتملة
تشمل المضاعفات المحتملة الالتهاب الرئوي وتفاقم الأمراض المزمنة والجفاف، ونادراً ما ينتقل المرض إلى أعضاء أخرى قد يهدد الحياة. تزداد المخاطر لدى الأطفال الصغار وكبار السن والحوامل والمرضى المصابين بمناعة ضعيفة. وتبرز أهمية التدخل الطبي المبكر والالتزام بإجراءات الوقاية للحد من المضاعفات وتخفيف وطأة المرض.
هل اللقاح يحمي من النوعين؟
يؤكد الخبراء أن اللقاح الموسمي للإنفلونزا يحمي من كلا النوعين، إذ يتم تحديثه سنوياً ليشمل السلالات الأكثر انتشاراً من النوع A والنوع B. كما يساعد اللقاح على تقليل احتمالات الإصابة وتخفيف شدة المرض وتخفيض معدلات الدخول إلى المستشفيات. حتى وإن حدثت عدوى، يقلل اللقاح من احتمال المضاعفات ويعزز التعافي الأسرع.
طرق الانتقال والوقاية
ينتقل كل من النوع A والنوع B عبر رذاذ السعال والعطس واللمس المباشر للأسطح الملوثة والتواجد في أماكن مغلقة وقريبة من المصابين. يظل الفيروس قابلاً للعدوى عادة لمدة 5–7 أيام عند البالغين، وتزداد فترة الحضانة لدى الأطفال. لذلك تعتبر الوقاية المستمرة ضرورية خلال ذروة الموسم وتبدأ بالالتزام بالإجراءات الصحية.
طرق الوقاية هذا الموسم
تتضمن التدابير الوقائية أخذ لقاح الإنفلونزا سنوياً وتكرار غسل اليدين وتجنب لمس العينين والأنف والفم. كما ينصح بارتداء كمامة في الأماكن المزدحمة والتهوية المستمرة للغرف والابتعاد عن المصابين وتهدئة الحركة العامة في المجتمع خلال فترات الذروة. وتساهم هذه الإجراءات بشكل كبير في تقليل مخاطر الإصابة وتقليل احتمال حدوث مضاعفات.


