توضح المصادر أن معظم الأدوية تصل إلى حليب الأم بكميات ضئيلة، وهذا يجعل المخاطر على الرضيع في الغالب محدودة. وتؤكد أن الفائدة العلاجية للأم قد تكون أساسية في علاج مرضها. وتستلزم الرضاعة توازناً دقيقاً بين فائدة الدواء للبالغ وفئة المخاطر المحتملة للرضيع. كما أن استمرار الرضاعة يمنح الطفل دعمًا مناعيًا ونموًا صحيًا، مما يجعل تقليل التعرض للدواء خياراً عملياً وليس سبباً لإيقاف الرضاعة تلقائياً.
لماذا الاهتمام بالدواء أثناء الرضاعة
يشير فهم مسار الدواء إلى أن حليب الأم يحتوي على عناصر غذائية ومركبات مناعية تساهم في صحة الرضاعة. ومع ذلك، قد تنتقل بعض الأدوية إلى الحليب بنسب قد تكون ضئيلة لكنها قد تهم أحياناً. لهذا يجب اختيار الدواء بعناية وتحديد الجرعة وآليات الإعطاء بما يحافظ على فاعلية العلاج للأم ويقلل التعرض للرضيع. كما أن الاستشارة الصيدلية والتقييم الطبي يساعدان في توجيه الأم لاتخاذ القرار الأنسب دون الإخلال بالرضاعة.
خطوات عملية لتقليل انتقال الأدوية
أولاً تحدد الضرورة الطبية مع الطبيب بناءً على الفوائد مقابل المخاطر. ثم يستهدف الطبيب اختيار أقل جرعة فعالة لتقليل كمية الدواء في الدم واللبن. كما يمكن اختيار طرق إعطاء موضعية عندما تكون مناسبة، مثل بخاخ أو كريم بدلاً من الأقراص التي تبتلعها الرضاعة. وأخيراً يجب تنسيق توقيت الجرعة مع جلسة الرضاعة لتقليل وجود الدواء في الحليب أثناء التغذية التالية.
يمكن تغيير طريقة إعطاء الدواء عندما يكون ذلك ممكنًا، مثل استخدام وسائل موضعية أو محددة بدلاً من الطرق الفموية. يُفضل تنسيق توقيت الرضاعة بحيث تُؤخذ الجرعة مباشرة بعد جلسة الرضاعة أو قبل أطول فترة نوم للطفل لتقليل تركيز الدواء في الحليب أثناء التغذية التالية. كما يجب متابعة أعراض الرضيع غير الطبيعية مثل النعاس المفرط أو صعوبات التغذية أو الإسهال المستمر والإبلاغ عنها فورًا.
الأدوية الشائعة وآثارها أثناء الرضاعة
المضادات الحيوية غالباً آمنة، لكنها قد تؤثر في توازن بكتيريا أمعاء الرضيع، لذا ينبغي مراقبة أي تغيرات هضمية خلال الفترة اللاحقة. ينصح بإبلاغ الطبيب بأن الأم مرضعة كي يفحص اختيار الدواء ويقترح بدائل آمنة وتوقيتات مناسبة لتقليل التعرض للرضيع. علاج الديدان عادة آمن نسبياً بسبب الامتصاص المحدود في الدم، ويجب استشارة الطبيب قبل البدء بالعلاج أثناء الرضاعة. القلاع المهبلي عند الأم يمكن علاجه باستخدام الكريمات الموضعية والتحاميل التي تحتوي على كلوتريمازول أو ميكونازول أو نيستاتين وفق وصفة الطبيب وبالرضاعة.
دور الاستشارة المتخصصة
توفر الاستشارة المتخصصة دعمًا موثوقًا للأمهات الراضعات للحصول على نصائح مبنية على أدلة حول خيارات العلاج وآليات أخذها. يمكن للطبيب والصيدلي توضيح المكونات وآثارها المحتملة على الرضيع وتحديد أقصر جرعة وآمنها. كما تساعد الخدمات المتخصصة في ترتيب أوقات الدواء وتقييم الوضع الصحي للأم والطفل لضمان استمرار الرضاعة وفوائدها.


