توضح المصادر الطبية أن رائحة الجسم جزءاً طبيعياً من هوية الإنسان وتظهر أحياناً بعد مجهود بدني أو يوم طويل أو أثناء التوتر. وتؤكد أن الجسم يفرز مركبات كيميائية ذات روائح مختلفة بشكل اعتيادي، لكن التغير المفاجئ في الرائحة يستدعي الانتباه والتحقق من سببه. وقد يلاحظ البعض رائحة في الإبطين أو الأعضاء التناسلية أو القدمين أو الفم والحلق وسرة البطن، وهذا ليس بالضرورة دليلاً على مرض. يجب مراقبة أي تغير مفاجئ والاستعانة بالطبيب إذا استمر أو صاحبته أعراض.

متى تصبح الرائحة غير طبيعية؟

قد يظهر التغير المفاجئ في الرائحة في مناطق محددة مثل الإبطين والأعضاء التناسلية والقدمين والفم والحلق وسرة البطن. ورُبما يُلاحظ البول أو البراز أو النفس أو الإفرازات ذات روائح غير مألوفة. وقد يصاحب ذلك احمرار أو طفح أو حكة أو نزف أو إفرازات غير طبيعية حسب الحالة.

الأسباب المحتملة لتغيّر الرائحة

يشدد الأطباء على أن تغيّر الرائحة قد يعود إلى عوامل عدة منها البيئة المحيطة والسلوك الغذائي. كما أن الأدوية والتغيرات الهرمونية ومرحلة البلوغ لدى المراهقين لها دور مهم. وقد تكون الحالات الخطيرة مثل السكري والسرطان وراء تغيّر الروائح بشكل واضح في بعض الأحيان.

داء السكري ورائحة النفس

يُعد الحماض الكيتوني السكري من الحالات التي تشير إلى وجود مشاكل في التحكم بالسكر بالدم. في هذه الحالة يُنتِج الجسم كميات كبيرة من الكيتونات التي تتراكم في الدم والبول وتسبب رائحة فاكهية للنفس. تشمل الأعراض المصاحبة العطش الشديد والتبول المتكرر والغثيان والضعف.

السرطان ورائحة الجسم

يؤكد الأطباء أن بعض مرضى السرطان في المراحل المتقدمة قد يعانون من روائح كريهة مرتبطة بجروح السرطان. وذلك يظهر لدى نحو 5% من المصابين وفقاً للتقارير الطبية. كما قد تصاحب الأورام النسائية إفرازات ذات رائحة قوية نتيجة تفاعلات كيميائية في الجسم ومركّبات يفرزها الورم.

الرائحة والخرف

لا يسبب الخرف رائحة الجسم مباشرة، لكن تدهور حاسة الشم قد تكون علامة مبكرة على الخرف والزهايمر. فقدان القدرة على تمييز الروائح قد يظهر قبل فقدان الذاكرة ويشير إلى اضطرابات في مناطق الدماغ المسؤولة عن الشم. كما قد ينسى المصاب بالخرف النظافة الشخصية ما يؤدي إلى تراكم روائح غير مرغوبة في المحيط.

متى تستدعي الرائحة زيارة الطبيب؟

ينصح بمراجعة الطبيب فوراً في حال وجود تغير مفاجئ وقوي في الرائحة بلا سبب واضح. ويُفضل أيضاً تقييم استمرار الرائحة لأكثر من أسبوعين أو وجود أعراض مصاحبة مثل الحمى أو الألم أو فقدان الوزن أو العطش الشديد. وتدل رائحة النفس الفاكهية على الحماض الكيتوني السكري، بينما رائحة مرتبطة بجروح لا تلتئم تستدعي فحصاً طبياً عاجلاً.

شاركها.
اترك تعليقاً