تشير تقارير اجتماعية حديثة إلى أن نسبة كبيرة من العلاقات العاطفية والزواج تنهار خلال السنة الأولى. يُطلق المحللون على هذه الفترة اسم “سنة الاختبار الحقيقي” حيث تتضح الطباع وتتراجع الاندفاع وتظهر المسؤوليات. يطرح السؤال: ما الذي يحدث فعلاً بعد مرور اثني عشر شهراً ليحول الحب إلى خلافات؟ يهدف النص إلى استعراض المراحل الأساسية وتأثيرها ثم تقديم وسائل عملية للنجاة من هذه الديناميات.

المرحلة الأولى: اختفاء فلترة المشاعر

في بداية العلاقة يظهر الطرفان في حالة فلترة للذات ويعرضان أفضل ما لديهما. بعد السنة الأولى يعود كل طرف إلى طبيعته وتظهر العصبية وتتسع الخلافات الصغيرة. تطفو توقّعات غير واقعية وتظهر صدمات عاطفية نتيجة هذا الانتقال. هذا التحول يعتبره كثير من الأزواج صدمة قد تؤثر في الاستمرار.

المرحلة الثانية: هبوط هرمونات الشغف

تشير الدراسات إلى أن مستوى الدوبامين المسؤول عن الشغف ينخفض بنحو 50% بعد نحو 8 إلى 12 شهراً. ينتج عن هذا الانخفاض قلة الحماس وظهور الملل وارتفاع الحساسية تجاه الخلافات. يفسر كثيرون هذا التطور بأنه تغير بيولوجي وليس نهاية للحب بالضرورة. فهم هذه الظاهرة يساعد في إدارة التوقعات وتوجيه معالجة الخلافات بشكل أكثر توازناً.

المرحلة الثالثة: تضارب التوقعات

تُفضح السنة الأولى توقعات غير واقعية مثل أن يفهم الشريك دون كلام وأن الاهتمام سيكون دائماً ساطعاً. تؤكد المقارنات مع نماذج العلاقات المثالية عبر وسائل التواصل أن المقارنة تخلق صدمات أقوى. يزيد اختلاف التوقعات من حدة الخلافات ويصعب التعايش دون نقاش هادئ. فهم هذه المسألة يساعد في ضبط الواقع وتجنب الإطار الخيالي.

المرحلة الرابعة: أول اختبار حقيقي للخلاف

يُعد خلاف واحد كبير بعد السنة الأولى كافياً لإحداث شرخ في العلاقة إذا لم يُدار بشكل هادئ. تدخل الأطراف الخارجية أو استخدام كلمات جارحة يعمّق الخلاف ويعرقل الحوار. في العلاقات الناجحة، يُنظر إلى الخلاف كفرصة للفهم وليس كأداة للاتهام. التعامل الهادئ مع الخلاف يفتح باباً لإعادة بناء الثقة وتوضيح النوايا.

كيف تنجو العلاقات؟

يطرح العلم حلولاً عملية لإدارة العلاقة بشكل مستدام. يوصى بإجراء كلام صريح مرة أسبوعياً بهدف تقويم الاحتياجات وتبادل الأفكار دون هجوم. تنصح جلسة المصارحة بدون هجوم كوسيلة رئيسية لإصلاح الخلل وتطوير الفهم المتبادل. يمكن أن يساعد خفض التوقعات وتقدير التفاصيل الصغيرة في تعزيز الاستقرار وتحسين التكيف المشترك.

تُعد خفض التوقعات حجر زاوية في استدامة العلاقة، فالعلاقات الناجحة تقوم على الدعم لا على الإعجاز. يؤدي تقليل التوقعات إلى تقليل الإحباط وتسهيل التفاهم، ويجب أن يدرك الطرفان أن التفوق في شريكهما ليس شرطاً لتحقيق الكمال. يعزز الدعم المتبادل الثقة والاستمرارية ويقلل من التوتر أثناء ضغوط الحياة. يساعد هذا النهج في بناء أمان عاطفي واستدامة العلاقة عبر الأزمنة المختلفة.

شاركها.
اترك تعليقاً