تؤكد الدكتورة أناستاسيا جوستروس، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي الروسية، أن الاستلقاء مباشرة بعد الغداء أو العشاء مضر، حتى عند الرغبة في الراحة على الأريكة. وتوضح أن هذه العادة الشائعة تؤثر سلباً على الهضم والصحة العامة. وتوضح أن أبرز المشكلات الناتجة عن الاستلقاء بعد الطعام هو الارتجاع المعدي المريئي، إذ تعمل العضلة العاصرة المريئية السفلية بين المريء والمعدة كصمام يسمح للطعام بالدخول ويمنع رجوعه، وعند الاستلقاء تصبح المعدة أفقية وتزداد الضغط على هذه العضلة، ما يؤدي إلى ارتجاع محتوى المعدة إلى المريء مسبباً حموضة شديدة. وتؤكد أن هذا الارتجاع قد يترتب عنه تلف بطانة المريء في الحالات المزمنة، ما يعرض الصحة لمضاعفات صحية خطيرة، وفقاً لصحيفة Gazeta الروسية.

وتؤكد أيضاً أن الاستلقاء بعد الطعام يبطئ عملية الهضم ويعطل حركة التمعج، وهي الانقباضات الإيقاعية للمعدة والأمعاء المسؤولة عن خلط الطعام بعصارة المعدة والإنزيمات. نتيجة لذلك يبقى الطعام في المعدة لفترة أطول، وهو ما يسبب ثقل البطن، والانتفاخ، والغثيان. وتؤثر هذه الحالة في امتصاص العناصر الغذائية الضرورية. وتفيد بأن الخمول بعد الطعام قد يقلل استهلاك الطاقة، ما يزيد تخزين السعرات الحرارية في منطقة البطن ويؤثر على مستويات السكر في الدم.

كما تحذر من أن تناول الطعام قبل النوم يجبر الجسم على الهضم بدلاً من الراحة. وهذا يسبب اضطرابات النوم مثل الكوابيس، والاستيقاظ المتكرر، والخمول صباحاً مع شعور بثقل المعدة ورفض الإفطار. وترتبط هذه الأعراض بتدهور جودة النوم وتأثيرها على الأداء اليومي والصحة العامة.

نصائح لتجنب المخاطر

ينصح بالمشي ببطء أو الجلوس عمودياً لمدة 20-30 دقيقة لتعزيز الهضم دون إجهاد. يفضل الانتظار ساعة ونصف إلى ساعتين على الأقل بعد الوجبة قبل الاستلقاء أو النوم. يوصى أيضاً بتناول العشاء قبل النوم بثلاث إلى أربع ساعات. وتساهم هذه الترتيبات في تقليل الارتجاع وتحسين جودة النوم.

شاركها.
اترك تعليقاً