تشير تقارير صحفية إلى تقلبات جوية في مصر خلال الأيام الأخيرة شملت أمطاراً متفاوتة الشدة ورياحاً محملة بالغبار وانخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة يصل أحياناً إلى حد الصقيع في بعض المناطق. وأفاد تقرير نشره موقع هيلثي بأن بعض الأشخاص يشعرون بالخمول وتوتر مفاجئ أو مزاجاً منخفضاً دون أسباب واضحة. وتُلاحظ زيادة هذه الأعراض في الأيام الباردة تحديداً، وهو ما يؤثر في الصحة النفسية ويستلزم متابعة دقيقة. كما ينعكس ذلك على الجهاز العصبي والهرمونات المسؤولة عن المزاج بشكل مباشر.
كيف يؤثر الطقس على المزاج
يتفاوت أثر المطر وفقاً لطبيعة الفرد، فالبعض يشعر بالراحة عند سماع صوت المطر لأنه يخلق ضوضاء بيضاء تهدئ المراكز العصبية وتقلل التوتر. كما يساهم الصوت في الاسترخاء وتخفيف التوتر العام. بينما تقلل قلة الضوء خلال فترات المطر من إنتاج السيروتونين المسؤول عن الشعور بالسعادة وتزداد رغبة البعض في الخمول والكسل. وتؤدي الغيوم إلى انخفاض مستوى النشاط وتزيد من الإحساس بالكسل والملل.
التحديات المرتبطة بالغبار والرياح
خلال العواصف الترابية يواجه كثيرون صداعاً وتوتراً وضيقاً في التنفّس، بينما لا يقل التأثير النفسي أهمية. وتؤدي الرياح القوية إلى رفع مستويات هرمون الكورتيزول وهو هرمون التوتر. كما يؤثر الغبار في النوم وجودة التنفّس، وهو ما ينعكس سلباً على المزاج. كما أن الأتربة التي تحجب الرؤية وتغيّر لون السماء قد تخلق شعوراً بالقلق وعدم الارتياح.
الصقيع والبرد وتأثيره الشتوي
انخفاض درجات الحرارة بشكل حاد يقلل من ضوء النهار ويؤدي إلى انخفاض إنتاج السيروتونين وارتفاع مستوى الميلاتونين المسؤول عن النوم، ما يسبب نعاساً وزيادة الخمول ورغبة في العزلة. كما أن البرد يجعل العضلات أكثر تشنجاً ويدفع إلى بطء الدورة الدموية، ما قد يزيد من الانفعال والتهيج. وتتفاقم الأعراض نتيجة انخفاض فيتامينات مرتبطة بالمزاج، خصوصاً فيتامين د الذي يهبط خلال الشتاء ويؤثر على توازن الجهاز العصبي.
نصائح عملية للطقس السيئ
التعرض للضوء الطبيعي قدر الإمكان، فحتى الخروج صباحاً لمدة 10–15 دقيقة يساعد في إعادة توازن الهرمونات. ويُفضّل تحريك الجسم داخل المنزل بممارسة رياضة خفيفة لمدة عشر دقائق لتعزيز هرمونات السعادة والتخفيف من الخمول. كما يوصى بتناول أطعمة دافئة ومضادة للاكتئاب الشتوي مثل الشوكولاتة الداكنة والمكسرات والعسل والشوربة الساخنة والأسماك الغنية بالأوميغا-3. كما يساعد الحفاظ على مواعيد نوم ثابتة في تنظيم الساعة البيولوجية وتقليل الارتباك الناتج عن تقلبات الطقس.
وينصح أيضاً بتجنب متابعة الأخبار المقلقة طوال اليوم لأن الطقس السيئ يجعل العقل أكثر حساسية تجاه الأخبار السلبية، مما يزيد التوتر. ولإدخال عامل مهدئ في المنزل، يمكن استخدام العطور المنزلية والألوان الدافئة التي تساهم في تهدئة الدماغ وتحسين المزاج. كما يُنصح بتحديد أوقات محدودة للأخبار وتخصيص فترات راحة ذهنية للحد من التوتر.


