أعلنت هيئة الأرصاد استمرارية حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية بمناطق متعددة في مصر، مع توقع هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة تمتد أحيانًا إلى القاهرة الكبرى وتصحبها رياح معتدلة إلى نشطة. وتزداد فرص سقوط أمطار غزيرة في بعض المحافظات، ما يعزز احتمال حدوث سيول مفاجئة في المناطق الجبلية والطرق السريعة. وتأتي هذه التطورات في إطار تحذيرات من موجات أمطار غير معتادة في هذا التوقيت وتغيرات مناخية تثير أسئلة حول الأسباب والتأثيرات اليومية. وتؤكد التوقعات استمرار حالة عدم الاستقرار لعدة أيام مع احتمالية تشكل سيول في بعض المناطق الحدودية والطرق المؤدية إلى الجنوب من البلاد.
أسباب سيول مفاجئة
تُعزى السيول المفاجئة إلى عدة عوامل تتراكم معًا عند جريان الأمطار، ومنها التغير المناخي العالمي الذي يرفع درجات الحرارة ويغير مسارات السحب، ما يؤدي إلى أمطار مكثفة في فترات زمنية قصيرة. كما تتميز بعض المناطق التضاريسية مثل جنوب سيناء والبحر الأحمر وأسوان بوجود جبال وأودية ضيقة تسرّع تدفق المياه وتكوّن السيول خلال دقائق. ويُضعف الجذر الأرضي نتيجة الجفاف الطويل قدرة التربة على امتصاص كميات كبيرة من المياه دفعة واحدة. إضافة إلى تقاطع كتل هوائية باردة قادمة من أوروبا مع كتل دافئة رطبة من الجنوب، ما يفاقم نشاط الأمطار الرعدية في فترات مختلفة.
المناطق الأكثر عرضة
تشير الدراسات إلى أن جنوب سيناء، وتحديدًا نويبع وطابا وشرم الشيخ، إضافة إلى مدن الساحل الأحمر مثل الغردقة وسفاجا، تشهد احتمالات أعلى لحدوث السيول بسبب تضاريسها الجبلية والوديان القريبة. كما تعد محافظات البحر الأحمر وكذا الصعيد الشرقي، بما فيها أسيوط والمنيا، من المناطق المعرضة لسيول جوفية أو سطحية عند هطول أمطار غزيرة. وتظهر مخاطر السيول أيضًا في بعض أجزاء القاهرة الجديدة عند تسجيل أمطار رعدية قوية.
التأثير على الحياة اليومية
تؤدي السيول إلى إغلاق الطرق الجبلية وتباطؤ الحركة على المحاور الرئيسية بسبب مياه الأمطار وتراكمها بجانب الأودية والتربة الغرّاء. كما قد تتعرض الشبكات الحيوية للبنية التحتية لأضرار مثل شبكات الصرف وأعمدة الكهرباء وخطوط المياه في القرى والمناطق الجبلية. وتتأثر الأنشطة التعليمية والعمليات المهنية عندما تعلن المحافظات تعطيل الدراسة أو تقليل ساعات العمل كإجراء لحماية السكان. وتزداد مخاطر الانزلاق وفقدان السيطرة على المركبات أثناء عبور تجمعات المياه والتي قد تتسبب في حوادث للركاب والمشاة.
التنبؤ والاستعداد للسيول
تملك الأرصاد وسائل أكثر تطورًا في توقع السيول عبر الاعتماد على صور الأقمار الصناعية والرصد الحراري لتحديد مواقع تشكل السحب الثقيلة وتوقيت الأمطار الرعدية والمناطق المتوقع أن تتلقى كميات مطر غير عادية. وعلى الرغم من ذلك يبقى عنصر المفاجأة قائمًا لأن السيول تتكون بسرعة وتتحرك بشكل مفاجئ، مما يحد من وقت الاستعداد الكامل. وتؤكد الدراسات أن التنبؤ الدقيق يظل جزءًا من التوجيهات اليومية للمواطنين حيث يمكن توجيه التحذير مبكرًا لتقليل المخاطر.
إرشادات عملية للمواطنين
ينبغي متابعة نشرات الطقس يوميًا كخط دفاع أساسي يساعد في اتخاذ قرارات سريعة. كما يُنصح بتجنب الطرق الجبلية والوديان خلال فترات الأمطار الغزيرة، خاصة في جنوب سيناء والساحل الشرقي. كما يجب تأمين المنازل بإغلاق النوافذ وإبعاد الأجهزة الكهربائية وتفقد وجود أي تسريبات حول الأبواب، وتجنب الوقوف تحت الأشجار أو بجانب أعمدة الكهرباء أثناء هطول الرعد. وتجهز الأسرة حقيبة طوارئ تحتوي على كشاف وباور بانك وأدوية أساسية وبطانية خفيفة للطوارئ داخل السيارة.


