تشير الأبحاث إلى أن الإنسان يحلم عدة مرات خلال الليل نتيجة دورات النوم المتكررة، وتكون الأحلام الأطول غالبًا في الساعات الأخيرة قبل الاستيقاظ. وفي هذه الفترة يزداد نشاط الدماغ أثناء مراحل النوم العميق، ما يجعل بعض الأحلام أكثر تفصيلًا واقعية. وبناءً على ذلك يلاحظ كثيرون تذكّر تفاصيل أحلامهم عندما يقتربون من الاستيقاظ. وتساعد هذه الظواهر في فهم طبيعة النوم وتفسير الأحلام بصورة أوضح.

يظل الدماغ نشطًا أثناء النوم، خصوصًا خلال مرحلة حركة العين السريعة، وهذا يفسر وضوح بعض الأحلام وتكرارها كأنها مشاهد واقعية. في هذه الأوقات ينتقل النشاط العصبي إلى مستويات تشابه اليقظة في بعض الأحيان، مما يضفي عمقًا وتفصيلًا على مواضيع الحلم. يعزز وجود هذا النشاط الحلم الواضح حتى عندما تكون الحواس خارج عالم اليقظة. يساعد هذا القرب من الواقع في تفسير أثر الأحلام على النفس وتذكرها لاحقًا.

خصائص الأحلام الشائعة

تتبدد غالبية الأحلام بسرعة بعد الاستيقاظ، فحوالي 90% منها تختفي خلال عشر دقائق من النوم أو بعد الاستيقاظ، مهما بدا تأثيرها قويًا أثناء الحلم. يلفت هذا القصر الزمني الانتباه إلى أن الذكريات الحلمية غالبًا ما تكون غير مستقرة وتختفي بسرعة. لذلك يلاحظ الكثيرون أن ذكرى حلم معين تتلاشى بسرعة من الذاكرة. وتوضح هذه الحقيقة أهمية ملاحظات الأحلام فور الاستيقاظ لتوثيق التفاصيل القليلة التي بقيت في الذاكرة.

هناك نسبة تقارب 12% من الناس يرون أحلامًا بالأبيض والأسود، وتشير الدراسات إلى أن من نشأوا في زمن كان فيه التلفاز بلا ألوان هم الأكثر عرضة لهذه الأحلام. تفيد هذه الملاحظات بأن الخلفية البصرية في حياة الشخص قد تؤثر في طبيعة الأحلام اللونية. ومع ذلك يظل اللون جزءًا من تنوع التجربة الحلمية بين الأفراد. يؤكد ذلك أن الحلم ليس موحدًا بل يعكس تجارب المرء وذكرياته.

تدخل الحيوانات في مرحلة نوم حركة العين السريعة مثل الإنسان، ما يعني أنها تحلم أيضًا. وقد أظهرت الدراسات أن القطط والكلاب وحتى الفئران تعيش أحلامًا مرتبطة بما تراه وتتفاعل معه في حياتها اليومية. يربط العلماء هذه الظواهر بإشارات الدماغ والنشاط العصبي أثناء النوم، وهو ما يؤكد وجود تجربة حلمية لدى هذه الكائنات. يساهم ذلك في فهم أوسع لطبيعة النوم عبر الكائنات المختلفة.

آليات النوم وتفسير الأحلام

خلال مرحلة الأحلام النشطة، يقوم الدماغ بتقليل حركة معظم العضلات بشكل مؤقت كي لا يقوم الجسم بتنفيذ ما يجري في الحلم. وهذه الظاهرة تعرف بالشلل المؤقت أثناء النوم وتساعد في الحفاظ على السلامة الجسدية أثناء الأحلام. قد تشعر أثناء الحلم بأنك تجري أو تتحرك بسرعة بينما يظل جسدك ساكنًا في الواقع. يوضح ذلك التوازن بين نشاط الدماغ وارتباطه بالتجربة الحلمية وبين شلل عضلي يحمي الجسد.

لا يمكنك قراءة الوقت داخل حلمك عادة، فالكلمات داخل الكتب أو ساعات القراءة تكون غير مفهومة والوقت يبدو مشوّهًا. يستخدم بعض الحالمين هذه الصفة كإشارة للوصول إلى حالة الحلم الواضح والدخول فيها بشكل واع. يوضح وجود مثل هذه الاختبارات البصرية أن وجود وعي بالحلم أساسي لتمييز الواقع من الحلم. تظل التجربة الحلمية غنية وتختلف من شخص لآخر بحسب سياق النوم والتجارب اليومية.

تشير تقارير إلى أن بعض الأطعمة قد تثير أحلامًا مزعجة، مثل الشوكولاتة والجبن والأطعمة الحارة، لأنها قد تؤثر في حرارة الجسد وهضم الطعام أثناء الليل. ينعكس هذا التأثير على نوعية النوم فيزداد احتمال وجود أحلام حادة خلال الليل. لذلك يفضل بعض الناس من يعانون من الأحلام المزعجة أن يراقبوا وجباتهم الليلية. تعتبر هذه العوامل جزءًا من فهم تأثير النظام الغذائي على نوم الفرد وتفسير أحلامه.

شاركها.
اترك تعليقاً