أصدرت جهة صحية تقريراً يوضح أن علاج جرثومة المعدة لا يعتمد على الدواء وحده بل على تعديل العادات الغذائية خلال فترة العلاج وبعدها لتحقيق تعافٍ أسرع وتقليل مخاطر الانتكاس. وتؤدي العدوى إلى التهابات مزمنة قد تضر بطانة المعدة وتؤدي إلى قرح إذا لم تُعالج بشكل صحيح. ويشير التقرير إلى أن تحسين النظام الغذائي يسهم في تهدئة بطانة المعدة وتحسين امتصاص الأدوية وتقليل الأعراض المزعجة. كما يركز على أن تعديل العادات الغذائية أثناء العلاج وبعده يعزز فاعلية العلاج ويقصر فترة المعاناة.
أطعمة تساعد على الشفاء
يعتمد نجاح العلاج على تناول وجبات متوازنة تحتوي على عناصر مهدئة للمعدة ومغذيات تساهم في ترميم الغشاء المخاطي. وتُشير التوجيهات إلى أن أفضل الخيارات هي الحبوب الخفيفة سهلة الهضم التي تمنح الطاقة دون إجهاد الجهاز الهضمي. وتنصح بتبني نظام غذائي متوازن مع تجنب الحبوب الكاملة في الأسابيع الأولى لأنها قد تسبب تهيجاً بسيطاً أو شعوراً بالامتلاء. كما يسهم ذلك في تقليل الحموضة والحرقة وتحسين الراحة المعوية بشكل عام.
الحبوب الخفيفة سهلة الهضم
تشمل أمثلة هذه الفئة الأرز الأبيض والبطاطس المسلوقة والمكرونة البيضاء. تعتبر هذه الأطعمة لطيفة على المعدة وتوفر الطاقة اللازمة دون إجهاد الجهاز الهضمي. يفضل الالتزام بتجنب الحبوب الكاملة في المراحل الأولية من العلاج لتقليل احتمال الإزعاج الخفيف. كما تسهم في دعم الشعور بالراحة وتسهيل عملية الهضم خلال فترة التعافي.
البروتينات قليلة الدسم
توفر الدواجن المشوية والأسماك البيضاء والبيض المسلوق مصادر بروتين عالية الجودة تدعم إعادة بناء أنسجة المعدة دون إثارة الارتجاع أو الحموضة. لكن ينبغي الابتعاد عن اللحوم الحمراء الدهنية والمقلية واختيار طرق طهي صحية كالشوي أو الطبخ بالبخار. تمثل هذه الخيارات دعماً للشفاء مع المحافظة على وزن صحي ونبذ الأطعمة الثقيلة. وتساهم البروتينات الخالية من الدهون في ترميم الغشاء المخاطي بشكل فعال.
الخضراوات والفواكه المطهية
تُخفض الخضروات المطبوخة مثل الكوسة والجزر واليقطين الالتهابات وتسهّل الهضم. أما الفواكه فيفضل أن تكون مطهوة ومقشّرة مثل التفاح المطبوخ أو الموز الناضج أو الكمثرى المطهوة، وتوفر أليافاً لطيفة وفيتامينات مضادة للأكسدة دون تهيّج المعدة. تساعد هذه الأطعمة في توفير عناصر غذائية مهمة مع حماية بطانة المعدة من التهيّج. وتدعم أيضاً امتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل أثناء التعافي.
البروبيوتيك لاستعادة توازن الأمعاء
تساعد الأطعمة المحتوية على البكتيريا المفيدة، مثل الزبادي الطبيعي والكفير، على استعادة التوازن الميكروبي في القناة الهضمية بعد استخدام المضادات الحيوية. كما يمكن التفكير باستكمال ذلك بمكملات البروبيوتيك وفق توجيهات الطبيب. تساهم هذه الإجراءات في تقليل احتمال الاضطرابات المعوية واستعادة وظائف الأمعاء الطبيعية. وتُعد خطوة داعمة للشفاء وتحسين الأعراض المصاحبة للعلاج.
الدهون الصحية
يساهم وجود الدهون الصحية في النظام الغذائي بمقادير متوازنة في تقليل الالتهاب وتحسين امتصاص الفيتامينات، ويدعم زيت الزيتون وزيت بذور الكتان هذا التأثير. كما يُفضل إدخال أطعمة غنية بأحماض أوميغا-3 مثل سمك السلمون وبذور الشيا للمساعدة في تقليل نمو البكتيريا الضارة وتعزيز الشفاء. وبينما تختار الدهون، يُفضل تجنب الدهون الثقيلة والمقلية لإراحة المعدة. وتؤكد المصادر أن الاختيار الواعي للدهون يساعد في تعزيز التعافي بشكل عام.
أطعمة ومشروبات يجب تجنبها
خلال فترة العلاج تصبح المعدة أكثر حساسية، لذا ينبغي الامتناع عن المواد التي ترفع إفراز الأحماض أو تهيّج الغشاء المخاطي. وتشمل هذه القهوة والشاي المحتويين على كمية كبيرة من الكافيين والمشروبات الغازية التي قد تهيج المعدة. كما يجب الحد من تناول الأطعمة الحارة والثوم النيء والصلصات الحمضية التي قد تسبب أعراضاً ترافق العلاج. كما يُنصح بتجنب الوجبات السريعة والدهنية والتوابل المركبة والفواكه الحمضية بكثرة.
نموذج نظام غذائي ليومين متتاليين
اليوم الأول يشتمل على وجبة الإفطار التي تتضمن زبادياً طبيعياً مع شريحتين من الخبز الأبيض وجبناً خفيفاً وكوب من شاي البابونج. وفي الغداء يتألف من صدر دجاج مشوي مع أرز أبيض وخضروات مطبوخة باستخدام زيت الزيتون. أما العشاء فيحتوي على شوربة خضار مع قطعة من السمك المشوي وموزة ناضجة كفاكهة خفيفة قبل النوم. يراعى الالتزام بالوجبات المتوازنة مع تجنب الإفراط في كميات الطعام وتجنب الأطعمة الدهنية.
اليوم الثاني يبتدئ بإفطار يتضمن بيضة مسلوعة وشاي زنجبيل خفيف وتفاحة مطهية. ثم الغداء يتألف من سمك أبيض مشوي مع بطاطا حلوة مهروسة وسلطة جزر مطبوخة. أما العشاء فسيكون ديك رومي مشوي مع خضراوات مطهية على البخار وشاي ليمون مجفف. يهدف هذا البرنامج إلى تقديم أمثلة عملية لتوزيع الغذاء خلال فترة التعافي دون الاعتماد على قوائم مركبة وربطها بمجمل النص.
بعد العلاج
بعد انتهاء فترة العلاج ينبغي إدخال الأطعمة تدريجياً والعودة إلى العادات الغذائية الطبيعية بحذر مع التساهل تدريجياً. ويسمح البدء بالحبوب الكاملة والخضروات النيئة والفواكه الطازجة بكميات صغيرة في البداية مع ممارسة التعود على ذلك. كما يستحسن الاستمرار في زبادي ومكملات البروبيوتيك لمدة أسبوعين على الأقل لتعزيز المناعة المعوية والوقاية من الانتكاسات. وتساعد العوامل الخفيفة كالنوم المنتظم وشرب الماء وتجنب التوتر النفسي في استعادة التوازن الصحي للجهاز الهضمي.


