تشير الإحصاءات إلى أن متلازمة تكيس المبايض هي حالة هرمونية تتشكل فيها أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل على المبايض، وغالبًا ما تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية. وتُعد من أكثر أسباب العقم شيوعًا، حيث تصيب حوالي 5 ملايين امرأة حول العالم. وبحسب تقارير صحية، فإن أكثر من نصف النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض معرضات للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني بحلول سن الأربعين.
العلاقة بين تكيس المبايض ومرض السكر
يرتبط متلازمة تكيس المبايض بمشاكل هرمونية واستقلابية مشتركة، حيث يظهر دور مقاومة الأنسولين كعامل رئيسي في الربط مع مرض السكري. وتشير المعطيات إلى أن ارتفاع الأنسولين يحفز إنتاج هرمونات الذكورة، ما يؤدي إلى تفاقم أعراض المتلازمة مثل عدم انتظام الدورة الشهرية وظهور الشعر الزائد وتغير الوزن. ويشير الخبراء إلى أن التوتر والالتهابات والتلوث قد تسهم في اختلال الهرمونات وتكيس المبايض، وتبقى حالات كثيرة دون تشخيص بسبب قلة الوعي. وأظهرت دراسة حديثة أن مقاومة الأنسولين لدى الشابات المصابات بـPCOS تظهر مبكرًا بنحو مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالنساء غير المصابات.
وتوضح استشارية أمراض النساء أن ارتفاع مستويات الأنسولين يحفز إفراز مستويات عالية من هرمونات الذكورة، مما يفاقم أعراض PCOS كاضطراب الدورة الشهرية وظهور الشعر الزائد وتغير الوزن. وتؤكد أن ارتفاع الأنسولين قد يعزز مقاومة الخلايا للأنسولين وبالتالي يطرح احتمال تطور مرحلة ما قبل السكري أو مرض السكري من النوع الثاني. كما أشارت الدراسات إلى أن مقاومة الأنسولين تظهر مبكرًا لدى الشابات المصابات بـPCOS مقارنة بالنساء غير المصابات.
ولا يقتصر الخطر على النساء البدينات، فالمفاهيم الخاطئة تقول إن الوزن الزائد هو العامل الوحيد، بينما تبقى المقاومة للأنسولين موجودة حتى لدى النساء النحيلات. كما أن المشكلة ليست فقط في تخزين الدهون بل في كيفية استجابة الخلايا للأنسولين. وتبرز الحاجة إلى فهم أن المقاومة للأنسولين قد تظهر مبكرًا لدى الشابات المصابات بـPCOS مقارنةً بالنساء غير المصابات.
ماذا يحدث في جسمك عند الإصابة بتكيس المبايض
توضح الدكتورة سوديشنا راي أن الجسم لا يستجيب للأنسولين بشكل صحيح، وللتعويض ينتج البنكرياس كميات إضافية من الأنسولين. ارتفاع الأنسولين يحفز إنتاج هرمونات الذكورة، مما يؤدي إلى أعراض مثل عدم انتظام الدورة الشهرية وظهور الشعر الزائد وتغير الوزن. وأظهرت دراسة حديثة أن مقاومة الأنسولين لدى الشابات المصابات بـPCOS تظهر مبكرًا بنحو مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالنساء غير المصابات.
مفهوم المقاومة والسكري
وتؤكد أن الاعتقاد الخاطئ بأن الوزن الزائد وحده هو العامل الوحيد يجعل الكثيرين يتغاضون عن مخاطر السكري في PCOS. فحتى النساء النحيلات قد يعانين مقاومة الأنسولين، وهذا يعكس أن المشكلة ليست فقط في تخزين الدهون وإنما في استجابة خلايا الجسم للأنسولين. وتوضح أن المقاومة للأنسولين قد تظهر مبكرًا لدى الشابات المصابات بـPCOS مقارنة بالنساء غير المصابات.
نصائح للتحكم في PCOS وتجنب السكري
وتؤكد الطبيبة أن الحفاظ على وزن صحي يعد أساسًا لتحسين حساسية الأنسولين. فحتى فقدان 5-10 في المئة من الوزن يمكن أن يعزز التحكم في أعراض المتلازمة. كما يساعد ذلك في تقليل مخاطر تطور مرض السكري.
وتوصي بتناول أطعمة متوازنة وكاملة تشمل الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون والدهون الصحية. وتقلل من تناول السكريات والكربوهيدرات المكررة التي ترفع السكر في الدم. وتؤكد أن اختيار مصادر غذائية جيدة يساهم في استقرار مستويات الجلوكوز والأنسولين.
وتشجع على الحركة اليومية مثل المشي وتمارين القوة والتمارين الهوائية كأفضل طريقة لتحسين حساسية الأنسولين. وتوصي بممارسة النشاط البدني بانتظام، كما أن الدمج بين أنواع التمارين يعزز النتائج. وتبدؤ بخطوات بسيطة وتدرّج في الشدة حسب القدرة.
وتؤكد على إجراء فحوصات طبية منتظمة لسكّر الدم والهرمونات الروتينية لاكتشاف المشاكل مبكرًا. قد يوصي الطبيب بأدوية للتحكم في مقاومة الأنسولين وأعراض المتلازمة. وتساعد المتابعة المستمرة في تعديل العلاج حسب الحاجة.
وتسهم النوم الجيد والتحكم في التوتر في تنظيم التوازن الهرموني. فقلة النوم والتوتر المزمن يمكن أن يزيدا من اختلال التوازن الهرموني، لذا يوصى بممارسة تقنيات مثل اليوغا والتأمل أو تمارين التنفس البسيطة. وتؤكد أن تحسين النوم وتقليل التوتر يساعد في حماية الصحة العامة للهرمونات.


