توضح الدراسات الحديثة أن الضغط النفسي يترك آثاراً واسعة على جسم المرأة، وتتجاوز الآلام والتوتر التقليدي لتصل إلى تغييرات في المناعة والهرمونات والقلب والذاكرة. ويصبح فهم هذه التأثيرات ضرورياً بسبب ارتفاع معدلات التوتر بين النساء في مصر خلال عام 2025 نتيجة ضغوط العمل والحياة الأسرية والأزمات الاقتصادية. وتُبرز المصادر العلمية أن التوتر المزمن يعود إلى استمرار إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين بسبب الاستجابة البيولوجية للضغط. وتؤكد النتائج أن هذه التغيرات قد تؤثر على وظائف جسدية ونفسية على المدى الطويل.
التأثيرات الأساسية
أولاً، يؤدي ارتفاع الكورتيزول إلى اضطراب الدورة الشهرية مع تأخير التبويض وتغيرات في التوقيت ونزف غير منتظم قد يضعف الخصوبة مؤقتاً. ثانياً، يزداد تخزين الدهون في منطقة البطن نتيجة الاستجابة للتوتر، وهو ما يُعرف بالسمنة التوترية وتزداد نسبته لدى النساء بعد سن الثلاثين. ثالثاً، يؤدي التوتر الطويل إلى انخفاض كفاءة المناعة ما يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا والالتهابات وحساسية البشرة. رابعاً، ترتبط الضغوط المستمرة بارتفاع مخاطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، خاصة لدى من يتحملن مسؤوليات عدة في الحياة.
كما ينعكس الضغط النفسي في تساقط الشعر وبهتان البشرة نتيجة تأثيره على النوم والتمثيل الغذائي. وتؤثر المستويات المرتفعة من الكورتيزول في منطقة الهيبوكامبس المسؤولة عن الذاكرة، ما يجعل المرأة أكثر عرضة للنسيان وتشتت الانتباه. وتزداد آثار ذلك مع قلة النوم وضعف جودته.
لماذا تتأثر النساء أكثر؟
تشير الدراسات إلى أن النساء يمتلكن شبكة هرمونية حساسة وتتحمل عادة أعباء نفسية وعاطفية داخل الأسرة، وهذا يجعل التأثير أقوى مقارنة بالرجال. علاوة على ذلك، يكنّ النساء غالباً مسؤولات عن توازن الأسرة وضغط العمل المنزلي، وهو ما يزيد من تعرضهن للضغط المزمن. هذه العوامل معاً تفسر اختلاف الاستجابات بين الجنسين وتؤكد الحاجة للاهتمام بالصحة النفسية والعضوية لدى النساء.
طرق الوقاية والحماية
توضح النتائج أن ممارسات بسيطة يمكن أن تقلل من آثار التوتر. توصي الدراسات بممارسة الرياضة لمدة 20 دقيقة يومياً لتقليل مستوى الكورتيزول بنسبة قد تصل إلى نحو 30%. وتنصح بالنوم 7 ساعات على الأقل للحفاظ على توازن الهرمونات. وترتكز الحمية على أطعمة مضادة للالتهاب مثل السلمون والخضروات الخضراء والزنجبيل والمكسرات. وتؤكد أهمية التنظيم وتقليل الفوضى اليومية وتوفير تفاعل اجتماعي صحي مثل الحديث مع صديقة مقربة أو مختص نفسي.


