يطرح هذا التقرير خمسة أخطاء صحية شائعة ترتكبها النساء بعد سن الأربعين دون قصد في سياق التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الجسم وتبدأ الإشارات الحيوية بالبروز لإيلاءها اهتمامًا خاص. وتؤكد تقارير صحية صادرة في 2025 أن مخاطر أمراض القلب والسكري والهشاشة في العظام ترتفع في هذه الفئة وتتصاعد إذا جرى تجاهل الفحوصات الوقائية. كما يشير البحث إلى أن الالتزام بالفحوص الدورية يمكن أن ينقذ حياة آلاف النساء سنويًا ويقلل بشكل ملحوظ من احتمالية تأخر العلاج.
تجاهل فحوصات ما بعد الأربعين
من أبرز الأخطاء التي تنتشر بين النساء في هذه المرحلة إهمال الفحوصات الدورية. يؤدي ذلك إلى تأخر تشخيص أمراض قد تكون قابلة للعلاج لو أُجريت الفحوص مبكرًا. تشير تقارير 2025 إلى أن نسبة كبيرة من اللواتي اكتشفن أمراض القلب لاحقًا كنّ لا يجرين فحوصًا دورية، ما يبرز أهمية الكشف المبكر.
ومن أهم الفحوص الواجب الالتزام بها تلك المتعلقة بالغدة الدرقية (TSH)، وكثافة العظام، والسكري التراكمي، وفحص الثدي بالموجات فوق الصوتية، وقياس ضغط الدم بانتظام. يحتاج الجسم إلى متابعة دورية لهذه المؤشرات بغرض اكتشاف أي تغيرات مبكرة واتخاذ الإجراءات المناسبة فورًا. وتساهم هذه الفحوص في الوقاية من مضاعفات صحية جسيمة عند التقدم في العمر.
إهمال صحة العظام
مع بداية الأربعينات ينخفض هرمون الإستروجين تدريجيًا وتتصاعد مخاطر هشاشة العظام لدى النساء. يعتقد كثير من النساء أن الكالسيوم وحده يكفي للحماية، لكن الجسم يحتاج أيضًا إلى فيتامين D والمغنيسيوم وممارسة الرياضة المنتظمة. كما أن عدم امتصاص المعادن بشكل كافٍ يمكن أن يؤدي إلى ألم في الظهر وتعب مستمر وسهولة كسر العظام، خاصة في اليدين والعمود الفقري. لذلك تعتبر الوقاية المبكرة مفتاح الحفاظ على عظام قوية وتجنب المضاعفات.
علامات تستوجب الحذر منها تشمل آلام الظهر المستمرة، والتقلصات الليلية في الساقين، والإرهاق غير المبرر، وسهولة كسر الأصابع. عند ملاحظة هذه الأعراض يفضّل التوجه لإجراء فحوص العظام وتقييم كثافتها وتعديل النظام الغذائي والتمارين. الالتزام بنظام حياة صحي يساهم في تقوية العظام والحد من مخاطر الكسور في سن لاحقة.
اتباع حميات قاسية لإنقاص الوزن
مع التقدم في العمر يقل معدل الحرق تدريجيًا وتصبح الحميات القاسية أكثر شيوعًا بين النساء الراغبات في خسارة الوزن بسرعة. تؤدي هذه الأنظمة إلى فقدان الكتلة العضلية وضعف المناعة واضطراب الغدة الدرقية وتساقط الشعر والشعور بالبرد المستمر. وتوضح الممارسة الصحية أن الاقتصاد الغذائي الشديد يضر بالجسم أكثر مما ينفعه في هذا العمر.
ينصح الأطباء بالاعتماد على نظام غذائي متوازن يحتوي على كمية كافية من البروتين وحبوب كاملة ودهون صحية وتوزيع السعرات بشكل متزن مع نشاط بدني منتظم بدلاً من الحرمان القاسي. يساعد توازن السعرات الغذائية مع التمرين المستمر في الحفاظ على كتلة عضلية وقوة أيضية. وتؤتي الاستمرارية ثمارها بشكل أفضل من الاعتماد على حميات قاسية التي تترك آثاراً جانبية سلبية على الأداء اليومي والصحة العامة.
تجاهل الصحة النفسية وتأثير التوتر
تتحمل المرأة في هذه الفترة مسؤوليات متعددة بين العمل وتربية الأبناء وربما مع وجود أحفاد. يؤدي التوتر المزمن إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف. وبذلك يصبح من الضروري الانتباه للإشارات النفسية والتعامل مع التوتر بشكل صحيح لتجنب تأثيره على الصحة الجسدية.
تشمل الأعراض التي قد تُغفلها النساء بعد الأربعين اضطراب النوم والعصبية غير المبررة وفقدان الشغف ونوبات البكاء غير المبررة. تجاهل هذه العلامات قد يحول الضغوط اليومية إلى اكتئاب صامت يؤثر على الأداء اليومي والصحة العامة بشكل عام. لذلك يجب مراجعة مختص عند استمرار هذه الأعراض وتبني استراتيجيات إدارة التوتر ودعم الصحة النفسية.
قلة الحركة والجلوس لفترات طويلة
يتزايد الجلوس ساعات طويلة أمام الهاتف والتلفزيون والعمل المكتبي بين النساء في سن الأربعين وما بعدها. تشير الدراسات الحديثة إلى أن الجلوس أكثر من ست ساعات يوميًا يزيد خطر جلطات الساق وتراكم الوزن وآلام الظهر والرقبة وضعف عضلة القلب. تعتبر الحركة اليومية واتباع نمط حياة نشط ركيزة رئيسية للوقاية من هذه المشكلات.
ينصح المختصون بمشي نصف ساعة يوميًا أو ممارسة تمارين خفيفة في المنزل بالإضافة إلى تقليل فترات الجلوس قدر الإمكان. يمكن تنظيم أنشطة بسيطة خلال اليوم كصعود السلالم أو فترات استراحة متكررة تحفز الدورة الدموية. وبهذه الإجراءات يمكن تقليل الآثار السلبية للجلوس الطويل وتحسين الصحة العامة في هذه المرحلة العمرية.
نصائح عملية للحفاظ على الصحة
ابدأ بتعديل نمط الحياة من خلال شرب حوالي 2 لتر من الماء يوميًا وتنظيم ساعات النوم لتكون ثابتة بما يسمح بالنوم من 7 إلى 9 ساعات ليلاً. كما تحتاج النساء بعد الأربعين إلى وجبات غنيّة بالبروتين مع اختيار حبوب كاملة ودهون صحية وتوزيع السعرات بشكل متزن. إضافة إلى ذلك، يساعد التعرض للشمس لمدة 15 دقيقة يوميًا في تنشيط فيتامين D وخفض مخاطر هشاشة العظام وتحسين المزاج.
تقلل الضغوط النفسية قدر الإمكان عبر اعتماد أساليب إدارة الإجهاد والممارسة المنتظمة لنشاط بسيط، ما يحد من ارتفاع ضغط الدم والسكري. مارس رياضة خفيفة بانتظام بواقع أربع جلسات أسبوعيًا على الأقل، مثل المشي السريع أو تمارين منزلية بسيطة مع زيادة تدريجية في الشدة. حافظ على الحركة خلال اليوم بتقليل فترات الجلوس الطويلة وتضمين أنشطة تحفز الدورة الدموية بشكل مستمر.


