أعلن الوزير خلال كلمته عن سعادته بالدعوة، معتبرًا الندوة فرصة هامة لاستعراض المستجدات التي يشهدها قطاع السياحة والآثار. وأوضح أن الاستراتيجية الحالية للوزارة تتركز على إبراز التنوع السياحي تحت شعار “Unmatched Diversity”، مع التأكيد أن مصر تمتلك مقومات تجعلها في مقدمة العالم من حيث تنوع المنتجات السياحية. وتابع أن الوزارة تعمل على تطوير جميع المنتجات وربط أكثر من نموذج في تجربة واحدة، بالتعاون مع منظمي الرحلات وشركات السياحة المحلية والدولية، بما يسهم في جذب السائحين إلى الأنماط الجديدة بجانب الأنماط التقليدية، مع الاستفادة من البنية التحتية المتطورة وخاصة شبكة الطرق الحديثة.
استراتيجية وتنوع السياحة
وأوضح الوزير أن صناعة السياحة في مصر قوية وقادرة على التعافي السريع بعد الأزمات، حيث سجلت مؤشرات الحركة نموًا بنسبة 7% خلال العام الماضي رغم التحديات الجيوسياسية. وأشار إلى أن العام الجاري يشهد نموًا ملحوظًا في أعداد السائحين ومعدلات الإنفاق السياحي، وأن الحركة من المتوقع أن تقارب 19 مليون سائح بنهاية السنة. كما لفت إلى زيادة أعداد السائحين من السوق الأمريكي بنحو 20% منذ بداية العام، مع توقع استمرار هذا النمو خلال العام المقبل.
وفي ضوء هذا النمو، أكد الوزير أن مصر تسعى لتحقيق هدف استقبال 30 مليون سائح بحلول عام 2030 بدلًا من 2031، وذلك بالاعتماد على التنبؤات الحالية. ويشدد على أهمية زيادة الطاقة الفندقية ومقاعد الطيران وتطوير المطارات لاستيعاب الأعداد المستهدفة، بما يضمن تقديم تجربة سياحية متميزة ومتنوعة. وتؤكد الخطة أهمية تعزيز البنية التحتية وتنسيق الجهود مع القطاع الخاص لضمان التنفيذ.
تسعى الوزارة إلى اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في خطتها الترويجية، حيث تمتلك الهيئة العامة للتنشيط السياحي خطة تسويقية متكاملة لكل سوق وفق جداول زمنية محددة. ويتيح ذلك الوصول إلى الشرائح المستهدفة من السائحين بشكل أكثر فاعلية. وبناءً عليه، تسهم هذه الجهود في تحسين فعالية الحملات وتوجيهها بشكل أدق وفق مواسم وأسواق محددة.
أكد وجود إقبال متزايد على السياحة الثقافية، حيث سجلت المتاحف والمواقع الأثرية زيادة بنحو 4 ملايين زائر من خارج مصر، وهو مؤشر على الاهتمام المتنامي بهذا المنتج. وتطرق إلى المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن الافتتاح خرج بصورة تعكس مكانة مصر الحضارية مع تطبيق نظم حديثة لإدارة أعداد الزوار وضمان تجربة زيارة سلسة وممتعة، بما يشمل الحجز الإلكتروني والمنصة المدرسية “رحلة”. ويهدف ذلك إلى تعزيز الوعي الأثري والثقافي بين الطلاب.
وأشار الوزير إلى تطوير منطقة أهرامات الجيزة لتحسين جودة التجربة السياحية، مع التأكيد أن أي موقع أثري يجب أن يحترم مكوّناته قبل أن يصبح مقصدًا. وأوضح أن المجلس الأعلى للآثار ينفذ سنويًا بين 40 و50 مشروع ترميم وصيانة في جميع المتاحف والمواقع الأثرية بجمهورية مصر، مع الحفاظ على قيمتها للأجيال القادمة. وتُعد هذه الجهود جزءًا من منظومة الحفاظ والتراث بما يحافظ على الثروة الثقافية للأجيال القادمة.
وأشاد معتز رسلان، رئيس مجلس الأعمال الكندي المصري، بما حققته السياحة من أرقام قياسية هذا العام، مؤكدًا أن مصر تمتلك جميع مقومات لتكون قوة سياحية عالمية، خاصة مع الدعم الكامل من القيادة السياسية للقطاع. وأشار إلى أن المتحف المصري الكبير يمثل صرحًا حضاريًا يعيد تقديم التاريخ المصري بشكل إبداعي ومعاصر يعزز مكانة مصر عالميًا. ودعا إلى تعزيز الشراكات الدولية وتنسيق الجهود بينها وبين القطاع السياحي.
شهدت الندوة حضور محافظين حاليين وسابقين، وبعض سفراء دول العالم بالقاهرة، ورجال أعمال ومستثمرين وشركاء دوليين، إضافة إلى قيادات الوزارة وهيئة المتحف المصري الكبير والمجلس الأعلى للآثار والهيئة المصرية للتنشيط السياحي. كما تضمن الحدث حضور المهندس معتز رسلان، رئيس مجلس الأعمال الكندي المصري، وإدارة ماجد المنشاوي، رئيس الشركة القابضة للسياحة. جرى تنظيم الندوة في إطار تعزيز التعاون المشترك ودعم قطاع السياحة، وتأكيد مكانة مصر كمقصد سياحي عالمي يتوافق مع الرؤية الوطنية.


