تشير التقديرات إلى أن اضطرابات الشم تصيب نحو خمس السكان، وتزداد بين البالغين فوق سن الستين، مع ميل أقوى لدى الرجال. وتؤكد المراجعات أن المجتمع الطبي لم يولِ هذه المشكلة الاهتمام الكافي، فهي ترتبط بأكثر من 130 مرضاً وتتفوق في الانتشار على فقدان السمع الشديد والعمى. ويُعد التهاب الجيوب الأنفية المزمن السبب الأكثر شيوعاً لفقدان الشم، وقد ينشأ نتيجة انسداد المسالك الهوائية الناتج عن الربو أو الحساسية أو التليف الكيسي.

أشواط مبكرة لأمراض خطيرة

وتكشف الأبحاث الحديثة أن ضعف الشم يمكن أن يكون مؤشراً مبكراً لأمراض خطيرة مثل الخرف ومرض باركنسون وأمراض القلب. وفي الخرف، يتراكم بروتين ضار في الجزء الدماغي المسؤول عن الشم قبل ظهور مشاكل الذاكرة. أما مرضى باركنسون، فقد يظهر لديهم فقدان الشم قبل ظهور صعوبات الحركة بخمس سنوات تقريباً.

تداعيات إضافية ونتائج صحية

أوضح الخبراء أن فقدان الشم يزيد من خطر السكتة الدماغية وقصور القلب لدى البالغين الأصحاء، كما قد يرفع احتمال حدوث حوادث منزلية وتسمم غذائي نتيجة عدم القدرة على اكتشاف الغاز والدخان والطعام الفاسد. وتشير المراجعات أيضاً إلى أن المصابين غالباً ما يعانون اضطرابات الأكل، والعزلة الاجتماعية، والقلق والاكتئاب، مع ميل إلى اتباع نظام غذائي أقل تنوعاً وأكثر غنى بالدهون والسكر. كما أن فقدان الشم قد يرتبط بتغيرات في العادات الغذائية وتراجع في المشاركة الاجتماعية بسبب القلق والاكتئاب.

دلالات وتوصيات عملية

في ضوء هذه النتائج، دعا الخبراء إلى إدراج فحوصات الشم ضمن الممارسات الطبية الروتينية وتدريب الأخصائيين على تقييم هذه الحاسة، إضافة إلى نشر الوعي الصحي بين العامة حول أهميتها وتطبيق أساليب تقييمها بشكل أوسع. شاركت في هذه المراجعة فرق من جامعة إيست أنجليا والجامعة التقنية في دريسدن ومركز مونيل للحواس الكيميائية ومؤسسة Smell Test الخيرية وقسم علوم الحاسوب في كلية كوليدج لندن، ونشرت نتائجها في Clinical Otolaryngology.

شاركها.
اترك تعليقاً