شهد عام 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في متابعة الدراما السوداء والترندات الحزينة من قبل المصريين عبر فيسبوك وتيك توك، وتصدرت القصص المأساوية مثل الفقد والخيانة والتعاطف المشاهدات وتفوقت أحيانًا على المحتوى الكوميدي والترفيهي. هذه الظاهرة ليست عشوائية بل ترتبط بعوامل نفسية واجتماعية متعددة. كما أن الدراما السوداء تحمل رسائل عاطفية قوية في فترة زمنية قصيرة، إذ تصل المشاعر إلى الجمهور خلال ثوانٍ وتزايد قابلية الانتشار بشكل سريع.

أسباب الترند الحزين

هناك خمسة أسباب رئيسية تفسر طغيان الترندات الحزينة على منصات التواصل. أولها التفاعل العالي الذي يحفز التعليقات والمشاركات؛ ثانيها تأثير العدوى العاطفية الذي يدفع الجمهور لمشاركة تجارب مشابهة؛ ثالثها بساطة الإنتاج وسهولة الوصول، فالمحتوى المؤثر يكفيه صوت قوي وقصة مكثفة؛ رابعها الرغبة في الشعور بالفهم في وقت يشعر فيه الكثيرون بالعزلة؛ وخامسها الدور الكبير للمؤثرين الذين يفضلون المحتوى الحاد لجذب الجمهور. هذه العوامل مجتمعة تسرع من انتشار المحتوى الحزين وتصبح مرنة للوصول لمجموعة واسعة من المشاهدين.

هل الدراما السوداء ضارة؟ نعم إذا تجاوزت الحد. يمكن أن تكون الظاهرة صحية عندما تعبر عن مشاعر الفرد وتتيح تفريغًا عاطفيًا بشكل آمن. لكنها تصبح ضارة إذا تجاوزت الحد وتكرر التعرض لها بشكل مفرط. قد يؤدي ذلك إلى انخفاض المزاج أو اكتئاب خفيف، كما قد يعزز المقارنة بين الحياة الواقعية والقصص المحزنة ويثير الإحباط. كما قد يفقد الدماغ قدرته على الاستمتاع بالمحتوى الإيجابي إذا صارت الدراما السوداء النمط الأساسي للاستهلاك.

لماذا 2025 تحديدًا

شهد عام 2025 تغيّرات واضحة في مزاج مستخدمي السوشيال ميديا نتيجة لارتفاع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية وزيادة معدلات القلق والإرهاق النفسي وتنامي نشر الأخبار الحوادث بشكل يومي وتراجع الترفيه الحقيقي لصالح المحتوى القصير. هذه العوامل جعلت المستخدمين يبحثون عن محتوى يعكس واقعهم ويشعرهم بأن هناك من يعاني مثله، فوجدوا في الدراما السوداء مساحة للتنفيس والتعاطف والانتماء. وبذلك ارتفعت نسبة التفاعل والمشاركة مع هذا النوع من المحتوى بشكل سريع ومتكرر.

يمكن التعامل مع هذا المحتوى دون فقدان التوازن من خلال مجموعة من الإجراءات. راقبي ما تشاهدينه واحذفي ما يهبط بمزاجك، واعملي على تنويع أنواع المحتوى وتحديد مدة استخدامك للسوشيال ميديا واختيار منصات إيجابية، واستبدلي المحتوى الحزين بنشاطات مثل الطبخ والمشي والقراءة. هذه الاستراتيجيات تساهم في تقليل الاعتماد على الدراما السوداء وتوفير مساحة لمشاعر إيجابية.

شاركها.
اترك تعليقاً