يعلن مركز جونسون الشامل للسرطان التابع لجامعة كاليفورنيا عن اكتشاف جزيء فائق الصغر يمكنه تثبيط بروتين IGF2BP3 المرتبط بالسرطان. كان يُعتقد لفترة طويلة أن استهداف هذا البروتين صعب للغاية بالأدوية. يُمثل هذا الاكتشاف خطوة أساسية قد تفتح بابًا لعلاجات جديدة لسرطان الدم وأنواع أخرى من السرطان العسير علاجها. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Haematologica كدليل على إمكانية تعطيل وظيفة هذا البروتين في الخلايا السرطانية.
دور IGF2BP3 وآلية العمل
يشرح الباحثون أن IGF2BP3 ينتمي إلى عائلة بروتينات مرتبطة بالحمض النووي الريبوزي وتكون نشاطها غالبًا في مراحل مبكرة من نمو الإنسان، لكنها تظل نشطة في بعض أنواع السرطان كسرطان الدم والساركوما وأورام أخرى. ومع ذلك ظلت خيارات التعطيل محدودة لأن IGF2BP3 يفتقر إلى جيوب بنيوية يمكن للأدوية الالتصاق بها، ما صعّـد مهمة استهدافه. ورغم ذلك، تبين أن فهم وظيفة IGF2BP3 في ربط الحمض النووي الريبي الذي يشفر جينات محفزة للسرطان يتيح تصميم اختبار لتعطيل هذا التفاعل تحديدًا.
تفاصيل الاكتشاف والتطوير
لإيجاد مثبط محتمل، استخدم الفريق نظام فحص عالي الإنتاجية اختبر نحو 200 ألف مركب من مكتبة مشتركة للفحص في الجامعة بهدف منع IGF2BP3 من الارتباط بأهداف RNA الخاصة به. بعد تحديد المرشحين، حلل الباحثون بنية المركبات ووجدوا نمطًا محفوظًا، وبرز المركب I3IN-002 كمركب رائد أظهر فعالية قوية عند تركيزات منخفضة بالميكرومول وأحدث تأثيرات تشبه حذف IGF2BP3 كاملًا. ثم ابتكر مختبر Garg طريقة لتصنيع المركب داخليًا، وهي خطوة حاسمة للمراحل التالية من التطوير. أظهرت الاختبارات أن مركب I3IN-002 يثير تأثيرًا على الهدف المقصود بشكل واضح.
النتائج والمعنى العلاجي المحتمل
وجدت التجارب في خلايا سرطان الدم المعتمدة على IGF2BP3 أن النمو يتباطأ بشكل ملحوظ عند التعرض للمركب، بينما الخلايا التي تفتقر إلى البروتين أظهرت استجابة ضعيفة، ما يؤكد أن التأثير هو من خلال IGF2BP3. في الخلايا المعالجة التي تحتوي IGF2BP3، حُفزت عمليات استماتة الخلية وتداخل المركب مع ارتباط البروتين بالRNA، وهو ما قلل من تعبير جينات محفزة للسرطان. تشير النتائج إلى أن I3IN-002 يوفر مدخلًا علاجيًا عالي التخصص يمكن تطويره لمعارضة أنواع من السرطان يصعب علاجها، مثل سرطان الدم.


