أعلنت دراسة جديدة أن تناول الأمهات مضادات الاكتئاب أثناء الرضاعة لا يضر بنمو أدمغة الأطفال. وتبيّن أن التعرض عبر الحليب لمضادات السيروتونين الانتقائية لم يؤدِ إلى انخفاض في القدرات الإدراكية مقارنة بمن لم يتعرضوا لها عبر الرضاعة. وخلال فترة المتابعة، قُيِّمت قدرات الأطفال في سن الرابعة والخامسة باستخدام اختبارات ذكاء معيارية، فقارن الباحثون بين مجموعات مختلفة بشكل واضح. وأشار القائمون على الدراسة إلى أن التعرض عبر الرضاعة لم يحصل معه انخفاض في الذكاء، وهو ما يساعد الأم في الاستمرار بالعلاج عند الحاجة.
تفاصيل الدراسة
شارك في الدراسة أزواج أم وطفل ضمن مجموعة MotherToBaby California، وجُمِعت البيانات بين 1989 و2008، وكان جميع الأطفال قد تعرضوا لمضادات SSRI قبل الولادة. ولتقييم الآثار المحتملة بعد الولادة، قسم الباحثون العينة إلى ثلاث مجموعات: رضعوا طبيعياً وتعرضوا لمضادات SSRI عبر الرضاعة، رضعوا طبيعياً وتعرضوا قبل الولادة فقط، وأولئك الذين لم يرضعوا طبيعياً على الإطلاق. وتُعرف SSRIs بأنها مضادات اكتئاب شائعة تعمل على إبقاء السيروتونين متاحاً في الدماغ عبر تقليل إعادة امتصاصه. أُجريت لدى الأطفال اختبارات إدراكية في سن الرابعة والخامسة لتقييم القدرات المعرفية.
نتائج الدراسة
عند بلوغ الأطفال سن الرابعة والخامسة، قُيِّمت قدراتهم الإدراكية باستخدام اختبارات ذكاء معيارية. بلغ متوسط درجات الأطفال الذين رضعوا طبيعياً ولم يتعرّضوا لمضادات SSRI بعد الولادة 109 درجات، فيما بلغ المتوسط لدى الأطفال الذين رضعوا طبيعياً وتعرّضوا لها عبر الرضاعة 106 درجات، وهو فرق لا يشير إلى انخفاض في الذكاء. كما أظهرت نتائج اختبارات الذكاء اللفظي والأداء أن التعرض عبر حليب الأم لم يرتبط بانخفاض في هذه المقاييس مقارنة بمن لم يتعرضوا عبر الرضاعة. ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج، إلى جانب نتائج دراسات أخرى، قد تساهم في طمأنة الأمهات ومواصلة العلاج بمضادات SSRI عند الحاجة بعد الولادة دون خوف من آثار سلبية على الأطفال.


