أعلن يوسي كارادي خلال كلمته في مؤتمر أسبوع الأمن السيبراني بجامعة تل أبيب عن مخاطر التصعيد الرقمي كأداة حرب. وأكد أن دولة قد تنهار في لحظة بسبب هجمات تستهدف شبكات حيوية مثل الكهرباء والمياه وإشارات المرور والمستشفيات. وأوضح أن هذه الهجمات باتت أدوات حرب تقودها عصابات ووكلاء لإخفاء هوية المهاجم. وطرح مصطلح الحصار الرقمي كتصور كارثي يمكن تفعيله عبر ضغطة زر عن بُعد.

المراحل التاريخية للحرب السيبرانية

وأشار كارادي إلى أن بدايات الحرب السيبرانية شهدت تحولا من أعمال جاسوسيّة وإيحاءات إلى أدوات تدمير واسعة. وأفاد بأن نقطة الانطلاق المعروفة هي ستوكسنت عام 2010، التي نسبت تقارير خارجية إلى إسرائيل والولايات المتحدة لاستهداف أجهزة تحكم صناعية في منشأة نطنز الإيرانية. ثم فرضت أوروبا الشرقية ساحة صراع جديدة حين نجح قراصنة روس من مجموعة ساندوورم في اختراق شبكة الكهرباء الأوكرانية، فحوّلوا الهجمات من مواقع عسكرية إلى أدوات تؤثر في حياة المدنيين. وفي عام 2017 أظهرت هجمات فيروس Wannacry كيف يمكن لأسلحة سيبرانية أن تعطل المستشفيات وخدمات الطوارئ حول العالم.

التحديات الراهنة والتهديد الإيراني

وصف المرحلة الراهنة بأنها تصعيد خطير اعتمدته إيران بعقيدة الإرهاب السيبراني. وأشار إلى محاولة عام 2020 لتغيير مستويات الكلور في شبكة المياه الإسرائيلية، وكانت ستؤدي لو نجحت إلى تسميم جماعي. وأضاف أن الهجمات منذ ذلك الحين تركّزت على نقاط مدنية مثل المستشفيات وأنظمة الإنذار ومحاولات قطع التيار، مما يوسع مدى التهديد.

وتابع أن الهجمات على المستشفيات أخذت شكلاً جديداً، وذكر أن محاولة اختراق مركز شامير الطبي ورداً على ذلك يُعزى إلى مجموعة «كيلين» الإيرانة التي تبدو كعصابة إجرامية تعمل بالوكالة لتخفّي المسؤولية عن الدولة.

نماذج عالمية وتكتيكات جديدة

وأشار إلى وجود توجهات في الصين حيث تتحرى جماعات مثل «فولت تايفون» ثغرات في البنية التحتية الأميركية الحيوية ليس بهدف الربح، بل للاستعداد لهجوم مستقبلي. ورأى أن هذا النمط يعكس تغيّراً في أساليب الدول حيث تستخدم العصابات للإخفاء والمسؤولية، وتؤكد التحليلات أن هذه الاتجاهات ليست محلية بل عالمية وتستدعي جاهزية دفاعية أشمل.

أثر الذكاء الاصطناعي والتحذير النهائي

وأشار كارادي إلى أن الاعتماد الكلي على الأنظمة الرقمية والتقدم الهائل في الذكاء الاصطناعي يفتح آفاق واسعة للتهديد، ولكنه يمنح المهاجمين أيضاً مساحة غير محدودة للعمل. وذكر أن الحرب القادمة قد لا تقتصر على الهجوم الإلكتروني فحسب، بل ستعتمد أيضاً على مزيج من الهجمات المادية والهجمات الرقمية عبر منظومات مكتظة ومستقلة. وأكد أن الوضع يفرض وضع استراتيجيات دفاعية وطنية تحمي الحياة المدنية وتواجه تطلعات الذكاء الاصطناعي عبر ضوابط وأطر حماية فعّالة.

شاركها.
اترك تعليقاً