أعلن البنك الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 3.75% بدلًا من 4%، في خطوة جديدة ضمن مسار التيسير النقدي الذي بدأه منذ عام 2024. وهو التخفيض السادس في سلسلة إجراءات خفض الفائدة. شملت التخفيضات السابقة: خفض 50 نقطة أساس في سبتمبر 2024؛ خفض 25 نقطة أساس في نوفمبر 2024؛ خفض 25 نقطة أساس في ديسمبر 2024؛ خفض في سبتمبر 2025؛ خفض في أكتوبر 2025؛ وخفض اليوم بمقدار 25 نقطة أساس. وبذلك يكون الفيدرالي قد خفّض الفائدة بإجمالي 175 نقطة أساس منذ بدء التحول إلى سياسة نقدية أكثر مرونة، بعدما بلغت الفائدة سابقًا 5.5%، وهو أعلى مستوى لها خلال أكثر من عشرين عامًا.
تباطؤ التضخم وفرصة السياسة النقدية
جاء هذا القرار في ظل تراجع وتيرة التضخم خلال عامي 2024 و2025، وتحسن مؤشرات استقرار الأسعار وفق البيانات الرسمية. وقد منح ذلك الفيدرالي فرصة للتحول من منهج التشديد النقدي إلى نهج أكثر توازنًا يدعم النمو، دون المجازفة بعودة الضغوط التضخمية من جديد. ويعكس ذلك التوجه سعي السلطات النقدية إلى الحفاظ على النمو مع ضبط التضخم ومنع تقلبات الأسعار من العودة بسرعة.
خلفية اقتصادية أوسع
يمثل هذا الخفض استمرارًا لسعي البنك الفيدرالي إلى تحقيق توازن بين مواجهة التضخم ودعم النشاط الاقتصادي، خصوصًا في ظل تباطؤ النمو العالمي وتراجع الضغوط السعرية. وتؤكد السياسات الأخيرة أن البنك يفضل مسارًا تدريجيًا يسمح بالنمو دون تفريط في استقرار الأسعار. كما يبرز التوجه نحو مرونة نقدية تدعم أسس الاقتصاد وتخفف من مخاطر الركود في بيئة عالمية بطابع التباطؤ.


