يؤكد تقرير علمي حديث صادر عن المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة أن ارتباط الوشم بارتفاع مخاطر سرطان الجلد، وبخاصة الميلانوما، أصبح موضوع قلق واسع. ويشير التقرير إلى أن النتائج تدفع إلى إعادة النظر في الإجراءات الصحية والتوعوية المرتبطة بفن الجسد المتنامي عالميًا. كما يبرز أهمية فهم الآليات المحتملة التي قد تجعل الوشم تهديدًا طويل الأمد لصحة الجلد.
ويكشف التحليل أن أصل الخطر يكمن في التركيبة الكيميائية المعقدة لأحبار الوشم. فبحسب الدراسة، قد تحتوي الأحبار على مركبات مسرطنة مثل الهيدروكربونات متعددة الأرومات (PAHs) وأمينات عطرية، إضافة إلى وجود معادن ثقيلة بنسب متفاوتة. عند حقن هذه المواد في طبقة الأدمة، يمكن أن تتفاعل مع النظام البيولوجي وتلحق ضررًا بالحمض النووي للخلايا الجلدية.
آليات الخطر في الحبر وتأثيره
تؤكد النتائج أن الجسم يتعامل مع الحبر كمادة غريبة ويطلق استجابة مناعية فطرية قد تقود إلى التهاب مزمن في موضع الوشم وتثبيته. كما تبين الدراسة أن تحلل بعض الألوان مع مرور الوقت قد يحولها إلى مركبات ضارة قد تثير السرطان، خصوصًا عند التعرض لأشعة الشمس. وتشرح النتائج أن التعرض المستمر للشمس يمكن أن يسرع من تحلل الأصباغ ويزيد من إطلاق المركبات المسرطنة إلى الأنسجة.
إجراءات وقائية وتوصيات
وتشير التوصيات إلى وجود إشارات شرعية، حيث تُشير بعض الفتاوى إلى حرمة رسم الوشم شرعًا. وتؤكد أن جودة ونوعية الحبر ومصدره تلعب دورًا حاسمًا في مستوى الخطر. كما تدعو إلى فحص أكثر صرامة للأحبار وتبني معايير عالمية لسلامة المستهلكين. وتنبّه إلى أن حماية البشرة من الشمس تقلل من تحلل الأصباغ وتعرّضها للمركبات المسرطنة.
يجب على الراغبين بالحصول على وشم أو الذين لديهم وشوم حالياً التحقق من مصدر وجودة الحبر وتجنب الأحبار المحتوية على PAHs والأمينات العطرية والمعادن الثقيلة. كما يوصى بالحماية من الشمس من خلال واقٍ شمسي عالي الحماية وتجنب التعرض الطويل في أوقات الذروة. وتؤكد التوجيهات ضرورة تفعيل معايير على مستوى الأسواق العالمية لضمان سلامة المستهلكين.


