يصف المختصون القولون العصبي بأنه اضطراب وظيفي في حركة الأمعاء يصاحبه مجموعة من الأعراض المزعجة مع غياب تلف عضوي ظاهر في الأمعاء عند الفحص. وتشير التقديرات إلى أن هذا الاضطراب قد يؤثر في جودة حياة الطفل ويؤدي إلى الغياب عن المدرسة وتراجع النشاط اليومي. وتتفاوت الأعراض عادة وفق العمر، مما يستلزم متابعة طبية دقيقة وتقييم مستمر. وتبرز الرعاية المتخصصة أهمية وضع خطة فردية تستهدف الألم وتحسين القدرة على المشاركة في الحياة اليومية.

مفهوم متلازمة القولون العصبي

هي اضطراب وظيفي في حركة الأمعاء يصاحبه انتفاخ وتقلصات بالبطن. قد يصاحبه إمساك أو إسهال بشكل مزمن أو متقطع، إضافة إلى حاجة ملحة للتبرز وخروج مخاط مع البراز. ورغم قوة الأعراض، لا يظهر الفحص وجود تلف عضوي في الأمعاء. وهذا يجعل التقييم الطبي ضرورياً لاستبعاد حالات أخرى وتحديد الخطوات العلاجية المناسبة.

أسباب القولون العصبي لدى الأطفال

لم يُعرف السبب الدقيق حتى الآن، لكن يشار إلى وجود مجموعة العوامل المساهمة. تشمل هذه العوامل فرط استجابة أعصاب الأمعاء وخلل حركة الطعام ضمن الجهاز الهضمي. كما يشارك التوتر والضغط النفسي وزيادة نمو البكتيريا في الأمعاء وفرط نموها في بعض الحالات. وتزداد الحساسية للألم والغازات لدى بعض الأطفال مما يجعل الأعراض أكثر وضوحاً وتأثيراً.

أعراض القولون العصبي عند الأطفال

تشمل الأعراض الرئيسية ألمًا بالبطن متكررًا يعود باستمرار لمدة تفوق ثلاثة أشهر، وتغيرًا في نمط التبرز بين الإسهال والإمساك. قد يصاحب ذلك الغثيان والشعور بالدوار وفقدان الشهية. وتختلف الأعراض حسب الفئة العمرية: الرضع يعانون من مغص شديد، والأطفال الصغار من ارتجاع وحرقة، والأقل من أربع سنوات من إسهال مزمن غير محدد، وفي جميع الأعمار يواجهون الإمساك، وتظهر الأعراض التقليدية لدى المراهقين. وتتشابه هذه الأعراض مع حالات أخرى، لذا يستلزم الأمر استشارة الطبيب قبل التشخيص.

علاج متلازمة القولون العصبي عند الأطفال

يعتمد العلاج على عمر الطفل وحالته الصحية وشدة الأعراض واستجابته للعلاج، ويهدف إلى تقليل الألم وتحسين الحياة اليومية. يشمل العلاج تعديل النظام الغذائي وتحديد خيارات مناسبة وفق حالة الطفل وبإرشاد طبي. كما يتضمن استخدام أدوية لتخفيف التقلصات وعلاجات للإمساك أو الإسهال، إضافة إلى بروبيوتيك لتوازن البكتيريا في الأمعاء وتخفيف الأعراض في بعض الحالات. ويسعى العلاج أيضاً إلى التعامل مع التوتر عبر وسائل داعمة مثل تمارين التنفس والدعم النفسي واستخدام أساليب مثل الارتجاع البيولوجي في حالات معينة وتقييم آمان استخدامها.

تعديل النظام الغذائي

يشمل تعديل النظام الغذائي تقليل الأطعمة التي تهيّج الأمعاء وتجنب تلك التي تحفز الغازات، مع تجربة نظام منخفض الفودماب وفق توجيهات الطبيب. كما يُؤخذ بعين الاعتبار تقليل اللاكتوز إذا كان لدى الطفل عدم تحمل له، وتوظيف الألياف بحذر لأنها قد تفيد الإمساك لكنها قد تزيد الغازات في بعض الحالات. يوصى بتلقي إرشاد من أخصائي تغذية للوصول إلى نظام غذائي آمن ومناسب. وتُتاح متابعة مستمرة لتقييم الاستجابة وتعديل الخطة الغذائية عند الحاجة.

الأدوية

قد يوصي الطبيب بأدوية لتخفيف التقلصات في البطن وبعلاجات للإمساك أو الإسهال وفق الحالة، كما يمكن استخدام مكملات البروبيوتيك لتحسين توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء. وتُستخدم الأدوية المسكنة للألم في حالات شديدة، مع مراعاة السلامة والجرعات المخصصة للطفل. وفي بعض الحالات قد يحتاج الطبيب إلى خيارات إضافية بناءً على استجابة الطفل وتطور الأعراض. يجب متابعة التغيرات العلاجية مع الطبيب المختص والالتزام بتوجيهاته.

التعامل مع التوتر

يمكن أن يساعد تعلم تمارين التنفس وتفعيل آليات الاسترخاء والدعم النفسي المستمر في تقليل تكرار الألم وشدته. كما يشير الأطباء إلى فاعلية بعض الأساليب مثل الارتجاع البيولوجي وبالأخص في الحالات المتوسطة إلى الشديدة بعد توازن الآثار والآمان. وفي بعض الحالات قد تلعب تقنيات الوخز بالإبر دوراً مساعداً، بشرط أن يتم تحت إشراف مختص وتقييم جيد. ويُفضل دمج هذه الأساليب ضمن خطة علاجية متكاملة وفق إشراف الطبيب.

دور الأهل

يطلق الأهل دوراً فعالاً في تخفيف الأعراض عبر تشتيت الطفل بنشاط محبب أثناء النوبة وتوفير بيئة هادئة ودفء الدعم النفسي. كما يمكن تنظيم مواعيد الغذاء وملاحظة الأطعمة المحفزة لتفادي تكرار الأعراض وتسجيلها للمراجعة مع الطبيب. وتؤدي الاستجابة المنتظمة للنظام الغذائي والعوامل النفسية إلى تقليل الإزعاج وتحسين المشاركة في الحياة اليومية. ويجب استمرار التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية لمراجعة الخطة العلاجية وتعديلها عند الحاجة.

شاركها.
اترك تعليقاً