تتبدل صورة الطفولة عبر الزمن بين التسعينيات وبداية الألفية من حيث البساطة ونقاء التجربة. كانت السنوات تلك تتقاسم فيها وسائل الترفيه مع قيم التعليم والأخلاق، وتبرز فيها برامج قليلة لكنها مؤثرة. كان الأطفال يجتمعون حول شاشة واحدة لمتابعة حلقة واحدة، وتثيرهم أساليب عرض بسيطة ومقاصد واضحة. يظل هذا الحضور الجماعي ذا أثر في الذاكرة؛ فمسراتها في بساطتها وسحرها تبقى راسخة في قلوب أجيال لاحقة.
سينما الأطفال
كان برنامج سينما الأطفال من أبرز البرامج التي جمعت بين المتعة والفائدة. يقدّم أفلاماً قصيرة تحمل مغامرات مشوقة ورسائل تربوية بسيطة تسهم في تنمية التفكير. كان الأطفال ينتظرون عرضه بشغف، لما يوفره من عالم يربط الخيال بالتعليم بأسلوب يفهمه الأطفال. جُعلت الرسالة واضحة وبسيطة، وتشكّلت من خلالها قيم الصدق والمساعدة والتعاون.
أثر البرنامج بدا جلياً عندما كان الأطفال يناقشون حلقة ما بعد انتهائها مع الأهل. عُيّن وقت عرضه كموعد ثابت يجعل الأسرة تخطط للفعالية اليومية. كما لعبت رسائل المحتوى دوراً في تعزيز قيم مثل التعاون والاحترام. تؤكد هذه التجربة أن أسلوب العرض البسيط يترك بصمة طويلة في الوجدان.
برنامج عروستي
كان برنامج عروستي من العلامات المضيئة في التلفزيون التسعيني، حيث أضافت العرائس والشخصيات المحببة جوًا من البهجة والمرح. تقدّم مقدمة البرنامج ماما سامية، والعرائس معها، رسائل تربوية وإنسانية بلغة قريبة من الأطفال. تعززت قيم الصداقة والمودة من خلال حكايات بسيطة وأغانٍ عالقة في الذاكرة حتى اليوم. كانت هذه العناصر تخلق أجواء آمنة تشعر الطفل بالطمأنينة أثناء المتابعة.
ماما نجوى
تبرز ماما نجوى كرمز من رموز الطفولة في أذهان أجيال كثيرة. تظهر على الشاشة بروح أم حنون تعلم وتوجه بلغة سهلة الفهم وتقدّم قيم وأخلاق بطريقة تربوية رقيقة. كان البرنامج يحاور الأطفال عبر دمهم المحبوب “بقلظ” ويغرس قيم الموافقة والتعاون. تذكر هذه اللمسة كإحساس بالأمان والفرح لكل من شاهدها.
برنامج تسالى
يُعد برنامج تسالى من البرامج التي شجعت الأطفال على تطوير الأفكار الإيجابية والتفكير الإبداعي. قدّمت الإعلامية فاطمة سالم عناصر تربوية ونصائح تعليمية تهدف إلى دعم أساليب التربية المنزلية. جاءت فقراته بلغة بسيطة وتفاعل بين الأطفال في حل المسائل الفنية والابتكارية. تُكوّن هذه التجربة جسراً للابتكار من خلال اللعب والاستكشاف.
تسالى والعروسة كرنبة
تُبرز فقرة تسالي والعروسة كرنبة فكرة الجمع بين التعليم والمرح عبر حوار العروسة الكرنبة. كان الأطفال يشاركون بنصائح ونقاشات عن الفن والتثقيف والإبداع، مع توجيهات تربوية من البرنامج. تعززت قيم الإبداع والقدرة على النقد من خلال العروض والتجارب المبتكرة. تؤكد هذه الفقرات أن المحتوى العربي في تلك الفترة حافظ على بساطة اللغة وعمق الرسالة.


