تشير المصادر الصحية إلى وجود عدة أسباب تجعل الشعور بالحرارة المستمرة رغم برودة الجو. يبرز أن التغيرات الهرمونية والأدوية والحالات الصحية الكامنة قد تؤثر في تنظيم حرارة الجسم. وتوضح المصادر أن هناك ثمانية أسباب مرتبطة بالحالة الصحية قد تفسر هذه الظاهرة. وتختلف هذه الأسباب بحسب العمر والمرحلة الصحية للفرد.

أسباب صحية متنوّعة

فرط نشاط الغدة الدرقية من أبرز الأسباب الهرمونية للشعور بالدفء. فالغدة الدرقية تفرز هرمونات تنظّم الأيض وتؤثر في وظائف الدماغ والقلب والعضلات. عندما تكون الغدة مفرطة النشاط، يزداد معدل الأيض وتزداد الحرارة في الجسم. ولذا قد يلاحظ المصاب إحساساً بالدفء حتى في ظل برودة الجو.

فترة الحمل تؤثر في تنظيم الحرارة الداخلية بسبب ارتفاع تدفق الدم وتغيرات هرمونية. يلعب هرمونا الإستروجين والبروجستيرون دوراً أساسياً في الخصوبة، كما يزداد تدفق الدم مما يجعل الجسم يشعر بالدفء. وتختفي هذه الأعراض عادةً بعد الولادة. للحفاظ على برودة الجسم أثناء الحمل، ينصح بشرب كميات كافية من الماء وارتداء ملابس خفيفة.

مرحلة انقطاع الطمث ليست مرتبطة بالحمل فقط، إذ تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون خلال هذه الفترة أيضاً، ما قد يؤدي إلى الهبات الساخنة. توجد طرق مختلفة يمكن اتباعها لإدارة الهبات الساخنة في سن اليأس، منها المحافظة على وزن صحي وتجنب الأطعمة الحارة والكافيين والتبغ، وارتداء طبقات قابلة للإزالة، وربما العلاج بالهرمونات البديلة. يمكن استشارة الطبيب لتقييم الخيار الأنسب. تساهم هذه الإجراءات في تقليل الشعور بالحرارة وعدم انتظامها.

تأثير الأدوية على الحرارة

تناول أدوية تؤثر في تنظيم درجة حرارة الجسم قد يؤدي إلى شعور بالحرارة. بعض الأدوية مثل مضادات الهيستامين ومدرات البول قد تطرّف توازن السوائل، وكذلك الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم ومضادات الاكتئاب قد تكون لها آثار على الحرارة الداخلية. ينصح بمراجعة الطبيب المعالج لمعرفة إمكانية تعديل الجرعة أو استبدال الدواء ببديل لا يسبب الشعور بالحرارة، مع الحرص على شرب كمية كافية من الماء للمحافظة على الترطيب.

الجوانب النفسية والمرضية الأخرى

الحالة النفسية تؤثر أيضاً في الإحساس بالحرارة، فاضطرابات القلق قد ترافقها الأرق والتعرق والشعور بالحرارة. يمكن أن تساهم العلاجات مثل العلاج السلوكي المعرفي وتقليل استهلاك الكافيين إضافة إلى النوم الكافي في تقليل هذه الأعراض. كما أن الحفاظ على روتين نوم منتظم يخفف من الأرق والقلق المرتبطين بالشعور بالحرارة. وفي حالات القلق الشديد، يمكن مناقشة خيارات علاجية أخرى مع الطبيب.

يعاني المصابون بالسكري من زيادة في الحُرّارة بسبب الضرر المحتمل في الأوعية الدموية والأعصاب والغدد العرقية، ما يضعف قدرة الجسم على تنظيم الحرارة. كما أن الجفاف أكثر شيوعاً بين هؤلاء لزيادة التبول وفقدان السوائل، مما يرفع احتمالية الشعور بالحرارة. للحماية، ينصح بالحفاظ على رطوبة الجسم وارتداء ملابس فضفاضة وتجنب المشروبات المحتوية على الكافيين وتجنب التعرض المباشر للشمس.

الجفاف يحدث عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من السوائل أو يفقدها بسرعة، وهو أمر قد يحدث في أي عمر ولكنه أكثر شيوعاً بين المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن. تشمل علامات الجفاف العطش والتعب والصداع والدوار، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي إلى تشوش أو نوبات أو فقدان الوعي. لتخفيف الأعراض، توجه إلى مكان بارد جيد التهوية وابدأ بشرب الماء بشكل متكرر وبكميات صغيرة. وفي حال استمرار العطش الشديد أو التدهور الصحي، اطلب الرعاية الطبية.

عند الحاجة للرعاية الطبية

إذا كان الشعور بالحرارة جديداً أو مستمراً ويؤثر في روتينك اليومي، فاستشر طبيباً للتحقق من السبب المحتمل. قد يطلب الطبيب فحوصاً مخبرية أو تصويرية لتحديد السبب إذا لم يُعثر عليه من خلال التاريخ والفحص. تختلف خيارات العلاج وفق السبب وقد تشمل تغييرات في نمط الحياة أو أدوية أو جراحة. يجب التقييم الطبي لتحديد الخطة الأنسب لك.

شاركها.
اترك تعليقاً