أعلنت تقارير صحفية أن الزنجبيل ليس مجرد بهار في المطبخ، بل هو جذر حار يحمل فوائد صحية هامة. تشير الدراسات إلى أنه يساعد في تخفيف الألم وتقليل الالتهاب، وهو من أقوى المشروبات الشتوية التي تقاوم البكتيريا والفيروسات وتدعم مقاومة نزلات البرد. كما ارتبط تاريخيًا بالطب التقليدي، وبدأ العلم الحديث في تأكيد أهميته في مجموعة من الحالات الصحية. وتؤكد الأبحاث أن الزنجبيل قد يقدم فوائد تشمل تخفيف الغثيان، وتقليل الالتهاب، ودعم صحة القلب والسكري.
تخفيف الغثيان
تشير تجارب سريرية متعددة إلى أن الزنجبيل يخفف الغثيان والقيء بشكل واضح مقارنة بالدواء الوهمي. وتوصي هيئة الخدمات الصحية البريطانية بتناول أطعمة أو شاي يحتويان على الزنجبيل للمساعدة في تخفيف الغثيان، خاصةً أثناء الحمل حيث يعتبر خيارًا آمنًا وفعالًا في جرعات صغيرة. كما توجد أدلة واعدة على أن الزنجبيل قد يخفف الغثيان الناتج عن العلاج الكيميائي، وإن كانت النتائج متباينة فيما يخص الدوار بعد العمليات الجراحية. يُعتقد أن تأثيره المضاد للغثيان يعود إلى تداخل تأثيره مع مستقبلات السيروتونين وتأثيره على الأمعاء والدماغ، مع إمكانية تقليل الغازات والانتفاخ في الجهاز الهضمي.
خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للميكروبات
يحتوي الزنجبيل على مركبات نشطة بيولوجيًا مثل الجينجيرول والشوجول التي تمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن مكملات الزنجبيل قد تساهم في تنظيم الالتهاب خصوصًا لدى المصابين بأمراض مناعية ذاتية. أظهرت دراسة أن تناول الزنجبيل يوميًا لمدة أسبوع أدى إلى انخفاض نشاط الخلايا البيضاء العدلة وتقليل تكوّن مصائد خارج الخلية NETs. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الزنجبيل خصائص مضادة للميكروبات تساهم في مكافحة البكتيريا والفيروسات.
تخفيف الألم
تشير الأدلة إلى أن مستخلص الزنجبيل قد يقلل آلام الركبة وتصلّبها لدى المصابين بهشاشة العظام، خصوصًا في المراحل المبكرة من العلاج. كما ثبت أن جرعتين من الزنجبيل يوميًا لمدة 11 يومًا قد يخفف آلام العضلات بعد التمارين. هناك إشارات إلى أن الزنجبيل قد يساعد في تخفيف آلام الدورة الشهرية بما يعادل فعالية بعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
دعم صحة القلب والسكري
أظهرت مراجعة عام 2022 لستة وعشرين تجربة سريرية أن مكملات الزنجبيل قد تحسن ملف الدهون بتخفيض الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار LDL ورفع الكوليسترول الجيد HDL. كما أشار البحث إلى احتمال انخفاض ضغط الدم لدى بعض المشاركين. بالنسبة لمرضى السكري من النوع الثاني، وجدت مراجعة لعشر دراسات أن تناول ما بين 1 و3 غرامات من الزنجبيل يوميًا لمدة 4 إلى 12 أسبوعًا يساعد على تحسين مستويات الكوليسترول والتحكم في سكر الدم. وترجع هذه الفوائد إلى آليات متعددة منها تحسين حساسية الأنسولين، وتعزيز امتصاص الجلوكوز في الخلايا، وتقليل الإجهاد التأكسدي، إضافة إلى تأثيراته المضادة للالتهابات.
صحة الدماغ والسرطان
تشير دلائل حديثة إلى أن الزنجبيل قد يقدم فوائد وقائية للأعصاب ومضادة للسرطان. تشير الدراسات المختبرية إلى أن مركبات الزنجبيل قد تساهم في حماية خلايا الدماغ من التلف التأكسدي، وهو عامل رئيسي في أمراض مثل الزهايمر. كما أظهرت دراسات مخبرية أن الزنجبيل قد يبطئ نمو بعض الخلايا السرطانية، غير أن هذه النتائج ما تزال في مراحلها الأولية وتحتاج إلى مزيد من البحث قبل تطبيقها على البشر.
السلامة والآثار الجانبية
يُعد الزنجبيل آمناً بشكل عام عند تناوله كجزء من الطعام أو الشاي، لكن استخدامه كمكمل غذائي يتطلب الحذر وتجنب الجرعات العالية. قد تتسبب الجرعات التي تتجاوز 4 غرامات يوميًا في آثار جانبية مثل حرقة المعدة والانتفاخ والإسهال وتهيج الفم، وتكون عادة خفيفة ومؤقتة. قد يزيد الزنجبيل من خطر النزيف لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية مميعة للدم كما قد يؤثر على مستويات السكر في الدم وضغطه، لذا يجب على النساء الحوامل استشارة الطبيب قبل تناول جرعات عالية.
ينبغي الإشارة إلى أن الزنجبيل ليس مجرد بهار عطري بل علاجًا طبيعيًا مدعومًا علميًا بشكل متزايد. بالنسبة لمعظم الناس، يعتبر إدراجه في الطعام أو تحضير الشاي آمنًا وفعّالًا للاستفادة من فوائده العلاجية. إذا فكرت في استخدام مكملات غذائية، فاستشر الطبيب أو الصيدلي أولاً، خاصةً إذا كنت تعاني من حالة طبية أو وتتلقى أدوية.


