تؤكد دار الإفتاء أن فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة وليلتها عظيم، فهي من أفضل العبادات وأقربها إلى القلب وأعظم الطاعات. وتُبيّن النصوص القرآنية أن الله وملائكته يصلون على النبي، فيطلب من المؤمنين أن يصلوا عليه ويسلموا تسليمًا. وتُذكر في السنة أن من صلى عليّ صلاة صلّى الله عليه بها عشرًا، وهذا نص يبيّن فضل هذه الصلاة وأثرها.
وتحث الشريعة على الإكثار من الصلاة والسلام على النبي يوم الجمعة وليلتها؛ لأن يوم الجمعة له مكانة خاصة وربما يوافق ساعة الإجابة فيها الدعاء. ويروى عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة، فإنها مشهودة تشهدها الملائكة، وإن أحدًا لا يصلّي عليّ إلا عُرِضت صلاته عليّ حتى يفريغ منها. كما ورد عن أنس رضي الله عنه أن النبي أكد كثرة الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلتها، فصلاة واحدة عليّ تعادل عشر صلوات من الله عز وجل.
آراء الفقهاء في استحباب الصلاة يوم الجمعة وليلتها
أجمع فقهاء المذاهب على استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الجمعة وليلتها، وهو ما نُقل عن ابن عابدين في الردّ المحتار بأن العلماء يَرونها مستحبة في موطن الجمعة وليلتها. كما أشار القاضي الرصاع في تحفة الأخيار إلى أن هذه الممارسة من المواطن التي يزداد فيها طلب الصلاة، وهو ما ذكره الحطاب المالكي في مواهب الجليل. وقال الإمام الرافعي في فتح العزيز إن حضور الجمعة يشتمل على آداب من بينها الإكثار من الصلاة على النبي وقراءة سورة الكهف والدعاء انتظارًا لساعات الإجابة. وأشار الإمام ابن قدامة في المغني إلى أن كثرة الصلاة يوم الجمعة مستحبة لما ورد من أن يوم الجمعة يشهد الملائكة صلاة المؤمنين عليه.
وعلى هذا النحو، تقود هذه الروايات والآثار الفقهية إلى أن الالتزام بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة وليلتها جزء من السنة المؤكدة، ويستحب الإكثار من ذلك مع الالتزام بآداب يوم الجمعة، بما في ذلك حضور الجمعة وقراءة القرآن وسورة الكهف والدعاء. وتؤكد المصادر أن هذه الأعمال تقرّب العبد من الله وتكون سببًا للقبول والبركة في ذلك اليوم المبارك.


