تشير دراسات حديثة إلى أن النوم مع سماعات الرأس، وهو سلوك يمارسه ملايين الأشخاص يوميًا، قد يحمل مخاطر صحية كبيرة على المدى الطويل تتجاوز مجرد إجهاد الأذن. وبينما يجد البعض الراحة والاسترخاء في الاستماع إلى الموسيقى أو البودكاست قبل النوم، يحذر خبراء من أن هذه العادة قد تؤدي إلى تلف السمع، التهابات الأذن، واضطرابات النوم، وربما زيادة خطر التدهور الإدراكي. وتؤكد المتابعة البحثية أن الجسم يحتاج للراحة ليلاً وأن الصوت المستمر يمكن أن يضغط على الأذن والدماغ.
تشير نتائج دراسة سويدية إلى أن المراهقين الذين استمعوا للسماعات لأكثر من ثلاث ساعات يوميًا وبمستويات صوت تفوق 85 ديسيبل كانوا أكثر عرضة لمشكلات السمع وطنين الأذن. وواجهت مجموعة من المشاركين، نحو 10% من حيث الاستماع إلى 90–100 ديسيبل، مستويات صوت تعادل صوت دراجة نارية أو قطار مترو، وظهرت نتائجها أسوأ بكثير بما في ذلك مشكلات سمعية دائمة حتى في البيئات الهادئة حسب المصدر. وتشير هذه النتائج إلى أن التعرض المستمر لصوت عالٍ أثناء النوم قد يفاقم المخاطر على السمع والتدهور الإدراكي مع الوقت.
المخاطر الصحية للنوم مع السماعات
وتنصح عيادة كليفلاند بعدم النوم باستخدام السماعات الداخلية، حيث يمكن أن تدفع شمع الأذن إلى أعماق القناة، مما يسبب انسدادات والتهابات قد تحتاج إلى تدخل طبي. كما أن الاستخدام الطويل لسماعات غير مناسبة قد يسبب نخرًا جلديًا بسبب انقطاع تدفق الدم، ما يؤدي إلى تلف الأنسجة. وبذلك فإن المخاطر تمتد من الأذن إلى الصحة العامة أثناء النوم.
ولا يقتصر الضرر على الأذن فحسب، بل يمكن أن يؤثر الصوت المستمر أثناء النوم في مراحل النوم العميقة، خاصة النوم البطيء الذي يحتاجه الدماغ لتخفيف السموم. وأوضح اختصاصي الأعصاب الدكتور بايبينغ تشين أن التعرض العالي ليلاً يمكن أن يضر بخلايا الشعر في الأذن الداخلية، مما يزيد خطر فقدان السمع والتدهور الإدراكي مع مرور الوقت. وأشار إلى أن النوم مع سماعات مزودة بإلغاء الضوضاء قد يمنع الشخص من سماع إنذارات الطوارئ أو من يستنجد به للمساعدة.
إرشادات تقليل المخاطر
لتقليل المخاطر، توصي عيادة كليفلاند باستخدام مكبرات الصوت الخارجية أو سماعات الوسادة أو السماعات التي توضع فوق الأذن بدلاً من داخل الأذن. كما يُنصح بالحفاظ على مستوى الصوت دون 85 ديسيبل وضبط الأجهزة للإيقاف التلقائي بعد 30–60 دقيقة لتجنب إجهاد السمع وتحسين جودة النوم. ويؤكد الخبراء أن اختيار السماعات الملائمة وتناسبها مع الأذن، إضافة إلى تقليل مستوى الصوت، يمكن أن يحمي الأذن ويقلل المخاطر المرتبطة بهذه العادة مع الحفاظ على فوائد الاسترخاء الصوتي قبل النوم.
وتؤكد الدكتورة فاليري بافلوفيتش روف، أخصائية السمع، أن اختيار السماعات المناسبة والتأكد من ملاءمتها للأذن يساهم في حماية السمع وتقليل المخاطر المرتبطة بهذه العادة. كما تشير إلى أن تقليل مستوى الصوت والإعداد للوضع الآمن يمكن أن يساعد في الحفاظ على جودة النوم. وتؤكد أن الاستمتاع بفوائد الاسترخاء الصوتي قبل النوم يبقى مع الالتزام بممارسات آمنة.


