تظهر الإنفلونزا بأعراض حادة تشمل ارتفاع الحرارة المفاجئ أو ألم العضلات أو السعال المتكرر. يؤكد الأطباء أن هذه الأعراض ليست مجرد برد بسيط بل حالة صحية حادة تعكس عدوى فيروسية متجددة. تشير التقديرات إلى أن الإنفلونزا تصيب نحو 20 إلى 40 مليون شخص سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، وتؤدي إلى نحو 20 ألف إلى 50 ألف وفاة، إضافة إلى مئات الآلاف من حالات الدخول للمستشفيات.
الفيروس المتغيّر دائمًا
تسبب الإنفلونزا عدوى حادة للجهاز التنفسي وتؤدي إلى أعراض مثل الحمى والصداع وآلام المفاصل والتعب الشديد والتهاب الحلق. يطلق على الفيروس المسؤول أنواع A وB وC، ويعد النوعان A وB الأكثر خطورة بسبب قدرتهما على التحور المستمر. هذا التحور يجعل اللقاح الموسمي ضرورة متجددة كل عام. ينتقل غالبًا عبر الرذاذ الناتج عن العطس أو السعال أو الكلام، كما يمكن أن ينتقل من الأسطح الملوثة حيث يبقى الفيروس حيًا لساعات.
الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات
ليست كل إصابة بالإنفلونزا متشابهة، فبينما يعافى الكثيرون خلال أسبوع، تكون بعض الفئات أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة. يشمل ذلك كبار السن فوق 65 عامًا، والأطفال دون خمس سنوات خصوصًا الرُضّع، والحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والرئة والكلى والمناعة الضعيفة. كما تُسجل حالات وفاة مفاجئة نتيجة فشل الجهاز التنفسي أو التهابات القلب النادرة. وتتفاوت المضاعفات بين الالتهاب الرئوي والالتهابات الأذن والجيوب الأنفية وحتى المضاعفات القاتلة النادرة.
موسم الإنفلونزا: من أكتوبر إلى مايو
تبلغ معدلات الإصابة ذروتها عادةً بين شهري ديسمبر وفبراير، بينما يمتد موسم النشاط الفيروسي من أكتوبر حتى مايو في نصف الكرة الشمالي. وفي هذه الشهور تشهد العيادات والمستشفيات ارتفاعًا واضحًا في حالات العدوى التنفسية، ما يضغط على خدمات الرعاية الصحية. وتزداد الحاجة إلى الموارد الطبية والعلاج الداعم خلال أوقات الذروة. كما أن الوعي بالوقاية والتطعيم يساهم في تقليل الضغط على الأنظمة الصحية.
العلاج وإدارة الأعراض
يؤكد الأطباء أن أغلب الحالات يمكن إدارتها في المنزل بالراحة وتوفير السوائل والراحة الكافية. تُستخدم مضادات الفيروسات إذا أخذت خلال أول 48 ساعة من بدء المرض لتقليل مدة الأعراض والمضاعفات. إضافة إلى ذلك، توصي الإرشادات بالراحة، وشرب الماء والشوربة لتفادي الجفاف، واستخدام خافضات الحرارة ومسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين. ويُطلب تجنب التدخين والابتعاد عن الاختلاط أثناء فترة العدوى التي تمتد عادة من يوم قبل ظهور الأعراض وحتى أسبوع بعدها.
الوقاية.. اللقاح أولًا
تُعد اللقاحات السنوية السلاح الأهم ضد الإنفلونزا، فهي تقلل فرص الإصابة وتخفف من شدة الأعراض عند حدوثها. ينصح بتطعيم جميع البالغين والأطفال فوق ستة أشهر سنويًا، مع تركيز الاهتمام على الفئات الأكثر عرضة للخطر. إضافة إلى التطعيم، تشمل إجراءات الوقاية غسل اليدين جيدًا، وتجنب لمس الوجه، والتهوية الجيدة، وارتداء الكمامة في الزحام. كما يسهم استخدام المناديل عند العطس أو السعال في تقليل انتشار العدوى داخل المجتمع.
دور الإنفلونزا في الصحة العامة
تؤثر الإنفلونزا بشكل كبير في الإنتاجية والأنظمة الصحية معًا، إذ تتسبب في ملايين أيام الغياب وتستهلك موارد طبية كبيرة. كما أن قدرتها على التحور المستمر تشكل تحديًا أمام العلماء في تصميم اللقاحات المناسبة للمواسم المختلفة. وتؤكد الإجراءات الوقائية بجانب التطعيم على تقليل انتقال العدوى، خصوصًا في المدارس وأماكن العمل.


