ينتشر فيروس الأنفي بسهولة بين الناس ويُعد المسبب الأكثر شيوعًا لنزلات البرد. يندرج ضمن عائلة Picornaviridae ويضم أكثر من مئة نوع مختلف. يظهر هذا الفيروس بصغر حجمه وسرعة تكاثره داخل بطانة الأنف والحلق، وهو ما يفسر بدء الأعراض بسرعة بعد العدوى. رغم أن العدوى عادة غير خطيرة، قد تسبب مضاعفات لدى الأطفال الصغار أو عند المصابين بأمراض تنفّسية مزمنة.

ما هو الفيروس الأنفي؟

ينتمي إلى عائلة الفيروسات المعروفة باسم Picornaviridae، ويتكوّن من أكثر من مئة نوع مختلف. يتميز بصغر حجمه وسرعة تكاثره داخل بطانة الأنف والحلق، مما يفسر سرعة ظهور الأعراض. على الرغم من أن العدوى غير خطيرة عمومًا، قد تُحدث مضاعفات عند الأطفال الصغار أو لدى المصابين بربو أو أمراض رئوية مزمنة.

كيف تحدث العدوى؟

ينتقل الفيروس بشكل رئيسي عبر الرذاذ الناتج عن العطس أو السعال، كما يمكن انتقاله عن طريق لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الأنف أو الفم أو العينين. يُعد الفيروس شديد العدوى، فقد ينتقل قبل ظهور الأعراض بيومين تقريبًا ويظل المصاب معديًا حتى أسبوعين. يمكن أن يبقى الفيروس على الأسطح لساعات، وهذا يزيد مخاطر الانتقال في أماكن مثل المكاتب والمدارس ووسائل النقل العامة. لذا فإن الاحتراز من هذه الطرق ضروري لتقليل الانتشار.

الأعراض ومراحل المرض

عادةً ما تبدأ الأعراض خلال يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض وتظهر تدريجيًا كاحتقان الأنف أو سيلان، وعطس متكرر وتهيج في الحلق مع كحة جافة أو مع بلغم بسيط. يمكن أن يصحب ذلك صداع خفيف وإجهاد عام. في المراحل المتقدمة قد يسجل المصاب ارتفاعًا بسيطًا في الحرارة وآلام عضلية خفيفة نتيجة استجابة الجهاز المناعي. غالبًا ما تتحسن الحالة خلال أسبوع إلى عشرة أيام، غير أن السعال قد يستمر أحيانًا فترة أطول خاصة إذا كان الشخص يعاني من حساسية أو ضعف مناعي.

هل يمكن الخلط بين الفيروس الأنفي والإنفلونزا؟

نعم، يمكن أن تشترك الحالتان في أعراض مبدئية مثل العطس واحتقان الأنف والصداع، لذلك قد يتساءل البعض عن تشابهها. مع ذلك توجد فروق مهمة؛ فالإصابة الفيروسية الأنفية تكون عادة خفيفة ولا يصاحبها ارتفاع شديد في الحرارة أو آلام جسدية شديدة، بينما الإنفلونزا غالبًا ما تبدأ فجأة وترافقها حمى عالية وآلام عضلية قوية. هذا الفرق يساعد الأطباء في التمييز بينهما من خلال الأعراض وشدة المرض.

طرق التشخيص والعلاج

لا يحتاج الطبيب عادة إلى فحوص معقدة لتشخيص عدوى الفيروس الأنفي، فالتقييم يعتمد أساسًا على الأعراض والفحص السريري. في بعض الحالات، وخاصة عند الأطفال أو مرضى الربو، قد يُجرى فحص مسحة أنفية لاستبعاد فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا أو COVID-19. أما العلاج فليس هناك دواء يزيل الفيروس الأنفي تحديدًا؛ إذ إنها عدوى فيروسية وليست بكتيرية، لذا لا تفيد المضادات الحيوية. يركّز العلاج على تخفيف الأعراض من خلال خافضات الحرارة ومسكنات الألم وبخاخات أنف مالحة وشرب السوائل الدافئة والراحة الكافية.

متى تصبح الحالة خطيرة؟

رغم أن نزلة البرد العادية تشفى تلقائيًا، إلا أن بعض العلامات تستدعي مراجعة طبية. استمرار الحمى لأكثر من ثلاثة أيام، أو صعوبة في التنفس، أو تحول الإفرازات الأنفية إلى لون داكن مع ألم في الوجه أو الأذن تعتبر علامات على مضاعفات. في مثل هذه الحالات قد تكون العدوى الفيروسية قد مهدت الطريق لعدوى بكتيرية ثانوية مثل التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن الوسطى.

الوقاية أساس الحماية

تعتمد الوقاية من الفيروس الأنفي على العادات الصحية اليومية البسيطة. يجب غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بانتظام. تجنب لمس الوجه بعد ملامسة الأسطح العامة والحفاظ على تهوية الأماكن المغلقة. استخدام المناديل عند العطس والتخلص منها فورًا. دعم جهاز المناعة بتغذية متوازنة ونوم كاف.

تعزيز المناعة واللقاحات

رغم أن اللقاحات المتوفرة لا تغطي هذا الفيروس بسبب تنوع الأنواع، تبقى تقوية المناعة الطبيعية جزءًا مهمًا من الحماية. يؤكد الخبراء أن العناية بالنوم والتغذية المتوازنة والنشاط البدني تساهم في تقليل خطر الإصابة. كما أن الالتزام بالوقاية اليومية يحمي الأشخاص المحيطين ويقلل انتشار العدوى.

شاركها.
اترك تعليقاً