توضح الدراسات أن فقدان الوزن ليس مجرد مسألة ممارسة التمارين القوية والتحكم في السعرات؛ بل قد يظل الميزان دون تغير رغم الالتزام بالنظام الغذائي. أعلن تقريرٌ منشور في نهاية العام من جهة صحفية موثوقة وجود عوامل خفية قد تعيق فقدان الوزن حتى مع بذل الجهود المستمرة. أكدت النتائج أن هذه العوامل قد تختلف من شخص لآخر وتتطلب ضبط الاستراتيجيات للوصول إلى نتائج ملموسة ومستدامة.

عوامل رئيسية تعيق فقدان الوزن

يعتمد فقدان الوزن فعليًا على توازنات متعددة في الجسم، وليس على الجهد البدني وحده. وتوضح الدراسات أن الهرمونات والتمثيل الغذائي والقدرة على بناء العضلات تؤثر بشكل حاسم على مدى استجابة الجسم للرياضة والطعام. كما يبرز أن النوم والتوتر وصحة الأمعاء تلعب أدوار مهمة في تنظيم الشهية والوظائف الأساسية للجسم.

اختلال التوازن الهرموني

تشير الآليات إلى أن الهرمونات تتحكم في الأيض والشعور بالجوع وتخزين الدهون واستخدام الطاقة. عندما تكون الهرمونات غير متوازنة، قد يصعب فقدان الوزن حتى مع التمرين المنتظم أو التحكم في السعرات. حالات مثل مقاومة الأنسولين واضطرابات الغدة الدرقية وارتفاع مفاجئ في الأنسولين قد تجعل الجسم يحرق الدهون بشكل أقل ويخزّنها أكثر. لذا ينصح باستشارة الطبيب لإجراء فحوصات هرمونية وتحديد استراتيجية مناسبة تتجاوز الحمية والتمارين.

كتلة العضلات ونوع التمرين

لا تتساوى التمارين في تأثيرها على الوزن؛ فكتلة العضلات ترفع معدل الأيض أثناء الراحة لأن الأنسجة العضلية تحرق سعرات حرارية أكثر من الدهون. إذا اقتصر البرنامج على تمارين الكارديو وافتقر إلى تمارين المقاومة، فقد لا تبني العضلات أو تحافظ عليها مع مرور الوقت. لذلك يوصى بممارسة تمارين تقوية العضلات مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا مع تناول كمية كافية من البروتين وزيادة المقاومة تدريجيًا عند الحاجة.

مستويات النوم والتوتر

يؤثر النوم على تنظيم هرمونات الجوع والشبع مثل اللبتين والجريلين، وفي قلة النوم تزداد الرغبة في الأطعمة عالية السعرات. كذلك يؤدي التوتر المستمر إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول، وهو ما يسهم في تخزين الدهون حول منطقة البطن وتباطؤ معدل الأيض. نتيجة ذلك، قد يظل شعورك بالحماس لممارسة التمارين منخفضًا رغم الالتزام بنظام غذائي صحيح. لذا توصي بإتباع نوم جيد من 7 إلى 9 ساعات يوميًا وممارسات استرخاء مثل التنفس العميق أو التأمل لدعم توازن الهرمونات ومعدل حرق السعرات.

صحة الأمعاء والعوامل المخفية

الميكروبيوم المعوي يؤثر بشكل مباشر في التمثيل الغذائي، فاختلال توازن هذه البكتيريا يمكن أن يزيد امتصاص السعرات وتخزين الدهون ويغيّر إشارات الجوع. كما أن العوامل البيئية ونمط الحياة مثل سوء التغذية والإفراط في تناول السكريات والإفراط في الاعتماد على المضادات الحيوية يمكن أن تعطل هذا التوازن. يمكن تقليل هذه التأثيرات عبر اعتماد نظام غذائي غني بالألياف ومهدِّئ للأمعاء ومفيد للمضادات الأكسدة، مع تقليل التعرض لبعض أنواع البلاستيك والمواد المصنعة.

شاركها.
اترك تعليقاً