تعلن الهيئة الصحية مع بداية كل موسم بارد عن تجدد التحذيرات من موجات الإنفلونزا، وتؤكد أن فيروس H3N2 يظل أحد أبرز مصادرها الشائعة. ينتمي H3N2 إلى عائلة الإنفلونزا A ويُعرَف بوجود رمزين على سطحه هما الهيماغلوتينين (H) والنورامينيداز (N)، وهي بروتينات تمكّنه من الالتصاق بالخلايا والدخول إليها. يتميز الفيروس بقدرته العالية على التغيّر الجيني من موسم لآخر، ما يجعل توقع السلالة السائدة وتحديث اللقاحات أموراً معقدة في بعض المواسم. عادةً ما تصاحب المواسم التي يسود فيها H3N2 ارتفاعاً في أعداد الإصابات والمضاعفات مقارنةً بسلال أخرى.
أهم السمات والمخاطر
تظهر أعراض عدوى H3N2 عادة بعد يومين من التعرض للفيروس وتتشابه مع أعراض الإنفلونزا الأخرى، لكنها قد تستمر لفترة أطول وتكون أشد لدى الفئات الأكثر ضعفاً. وتشمل العلامات ارتفاع الحرارة، الصداع وآلام العضلات والمفاصل، سيلان الأنف والعطس، والتهاب الحلق مع سعال جاف. في بعض الحالات يتفاقم الوضع ليصل إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي أو متلازمة الضائقة التنفسية أو اضطرابات قلبية أو سحايا في نسب نادرة. تزيد المخاطر بشكل خاص لدى الأطفال الصغار، وكبار السن، والحوامل، وكذلك عند وجود أمراض مزمنة كالسُكري وأمراض القلب والربو أو ضعف في المناعة.
التشخيص والعلاج
يعتمد الأطباء في البداية على الفحص السريري وملاحظة الأعراض، وقد يُطلب إجراء مسحة أنفية للكشف عن الإنفلونزا وتحديد النوع بدقة. قد تُستخدم تحاليل جزيئية متقدمة في بعض المراكز لتمييز السلالة الفرعية مثل H3N2 وتحديد العلاج الأنسب وفق ذلك. العلاج الأساسي يركّز على الراحة وتدبير السوائل وتخفيف الأعراض، ويُصف الطبيب أدوية مضادات الفيروسات عند تشخيص الإصابة مبكرًا خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض بغرض تقليل مدة المرض وشدته. المضادات الحيوية ليس لها دور في معالجة الإنفلونزا نفسها، إلا إذا ظهرت عدوى بكتيرية لاحقة تستدعي استخدامها.
الوقاية واللقاح
تُعد اللقاحات الموسمية للإنفلونزا السلاح الأقوى للوقاية من H3N2، وتُحدّث سنويًا وفق السلالات المنتشرة في نصف الكرة الجنوبي. إلى جانب اللقاح، تساهم ممارسات بسيطة في تقليل العدوى مثل غسل اليدين بانتظام وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس باستخدام منديل أو بالثني عند الكوع. كما يُنصح بتجنب ملامسة الوجه بعد لمس الأسطح العامة والامتناع عن الذهاب إلى العمل أو المدرسة عند الشعور بالمرض لتفادي نقل العدوى، إضافةً إلى تهوية الأماكن المغلقة وتقليل الاختلاط في أوقات الذروة. وتؤكد الجهات الصحية ضرورة تقليل الاتصال المباشر مع الحيوانات، لا سيما الخنازير، لمنع انتقال السلالات المشتركة بين الإنسان والحيوان.


