يبدأ الشتاء بانخفاض درجات الحرارة واقتراب موسم البرد، وتظهر أعراض تشبه الزكام لكنها غالباً ما تكون ناجمة عن تحسس الجسم من مسببات داخلية في المنزل أو المكتب. يواجه كثير من الناس صعوبات تؤثر على جودة الحياة عند استمرار هذه الأعراض لفترة طويلة. يحتاج الأمر إلى تعريف واضح بالمحفزات وكيفية التحكم بها لضمان راحة أفضل في الأشهر الباردة.

المحفزات الشائعة

تتركز محفزات الحساسية الشتوية في المواد الموجودة داخل البيوت والمكاتب، خصوصًا عندما يقضي الناس وقتًا أطول داخلها بسبب البرودة. تتضمن أبرز المحفزات الغبار المنزلي وعث الغبار ووبر الحيوانات الأليفة والعفن والفطريات في الأماكن الرطبة، بالإضافة إلى بعض المواد الكيميائية المستخدمة في التنظيف. كما تبرز ملوثات الهواء الداخلية مثل دخان التدخين والأبخرة، وتظهر بعض المواد المطاطية في ظروف معينة كعامل محفز.

الأعراض الشائعة

تتشابه أعراض الحساسية الشتوية مع نزلات البرد لكنها تستمر طالما ظل التعرض للمسبب. تشمل الأعراض احتقان الأنف وسيلانه والعطس المتكرر وحكة العينين والأنف والحلق. قد يظهر جلدياً طفح بسيط أحيانًا أو حكة جلدية، وفي حالات الربو التحسسي قد يظهر صفير في الصدر وتعب عام. وتزداد الفرصة للإصابة بالالتهابات المتكررة في الأذن أو الجيوب الأنفية مع استمرار التعرض للمسبب.

عوامل تزيد من شدة الأعراض

تزداد الأعراض عندما تكون التهوية غير كافية وتُغلق النوافذ لفترات طويلة. تؤدي أجهزة التدفئة التي تعيد تدوير الهواء الداخلي دون ترشيح إلى تركيز المسببات في المكان. ترتفع الرطوبة في أماكن مثل الحمامات والمطابخ مما يحفز نمو العفن والفطريات. تراكم الغبار على الأثاث والسجاد والتحف يطيل فترات التعرض. يقضي بعض الحيوانات الأليفة وقتًا طويلًا داخل المنزل دون الاستحمام الدوري.

كيفية السيطرة

يمكن تقليل أعراض الحساسية الشتوية باتباع إجراءات عملية داخل المنزل. يفضل تقليل الرطوبة إلى نسبة تتراوح بين 35 و45 بالمئة باستخدام أجهزة إزالة الرطوبة مع الحفاظ على تهوية مناسبة. ينبغي تنظيف السجاد والأثاث بانتظام بالمكنسة الكهربائية وغسل الفراش وأغطية الأسرة بالماء الساخن أسبوعيًا. وضع الحيوانات الأليفة خارج غرفة النوم والاستحمام الدوري لها يساعد في تقليل تعرض الشخص للمسببات.

العلاج ووسائل الوقاية

يستخدم العلاج الطبي مضادات الهيستامين لتخفيف رد الفعل التحسسي وتقليل الحكة والعطس وسيلان الأنف، مع بعض مزيلات الاحتقان التي تسهل التنفس. تتوفر أنواع معينة دون وصفة طبية، بينما يصف الطبيب أنواعاً أخرى لتجنب النعاس أو الأعراض الجانبية. في حالات شديدة قد يوصي الأخصائي بالعلاج المناعي لتقليل الحساسية على المدى الطويل.

نصائح يومية إضافية

اعتبر غرفة النوم واحة خالية من مسببات الحساسية لتقليل التعرض اليومية. تجنب وضع التحف والكتب التي تجمع الغبار في أماكن السكون. نظّف صناديق القمامة والأحواض والأرضيات بانتظام لتقليل وجود المسببات. راقب جودة الهواء وتجنب استخدام أجهزة الترطيب غير النظيفة.

شاركها.
اترك تعليقاً