يدخل الشتاء وتزداد موجات البرد، وتؤدي انخفاض الحرارة وتكدس الناس في الأماكن المغلقة إلى ارتفاع فرص انتشار الفيروسات التنفسية. وفي ظل هذا الانتشار السريع، يلجأ بعض الأشخاص إلى حقن البرد الخطيرة المعروفة بـ”حقنة هتلر”، ما يعرضهم لمضاعفات تهدد الحياة. وتؤكد الجهات الصحية أن هذه الحقنة ليست علاجًا معتمدًا بل خرافة ناجمة عن غياب الوعي الصحي.
مكونات حقنة هتلر
تتكون غالبًا من مضاد حيوي + كورتيزون + مسكن قوي، وهو خليط يثير تفاعلات خطيرة تؤثر في عدة أجهزة بالجسم. وتُعرف هذه الحقنة شعبيا أيضًا بـ”حقنة هتلر” أو “حقنة البرد 3×1” وتُباع خارج إطار الرقابة الطبية. يحذر الأطباء من استخدامها لأنها لا تمثل علاجًا معتمدًا وتنتج آثار جانبية جمة.
مخاطر المضاد الحيوي
يشير بدران إلى أن المضاد الحيوي غالبًا ما يُعطى بشكل عشوائي دون تشخيص مناسب، مما يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة انتشار الفطريات داخل الجسم. كما يسبب انخفاض القدرة على استجابة الجهاز المناعي وأعراض هضمية مثل الإسهال والتشنجات وآلام أثناء البلع، إضافة إلى التهابات صدرية وفقدان حاسة التذوق. وتؤدي هذه الممارسة إلى مخاطر الحساسية وتكوّن بكتيريا مقاودة للمضادات الحيوية تمثل أحد أبرز التهديدات الصحية عالميًا.
مخاطر الكورتيزون
يؤكد بدران أن الكورتيزون دواء متخصص لا يجوز إعطاؤه خارج المستشفى وتحت إشراف طبي صارم، لأنه يضعف المناعة ويؤدي إلى احتباس السوائل وزيادة الوزن. كما يسبب اضطرابات المزاج والعصبية وارتفاع سكر الدم وضغط العين، إضافة إلى هشاشة العظام وقرحة المعدة وضعف العضلات، مع مخاطر قلب وكلى.
مخاطر المسكنات
أما المسكن المستخدم في الحقنة فقد يسبب نزيف الجهاز الهضمي وحساسية جلدية وصدرية وآلام وقرحة في المعدة، إضافة إلى زيادة الحموضة وانتفاخ القولون. كما يتسبب في دوخة وصداع واضطرابات في الرؤية والسمع، وتظهر الأعراض عادة مع تكرار الاستخدام وتراكمها حتى يصل الخطر إلى فشل كبدي أو كلوي وغيبوبة سكر أو فقدان للبصر أو وفاة.
الصدمة التحسسية.. أخطر مضاعفات
تُعد الصدمة التحسسية من أبرز أسباب الوفيات المرتبطة بهذه الحقنة، خاصة لدى الأطفال ومرضى الربو والحساسية والقلب، وتظهر أعراضها عبر تفاعل شديد يهدد الحياة إذا لم تُعالج بسرعة.


