تكشف الكليتان عن وظائف هائلة يوميًا في تصفية الفضلات وتوازن السوائل دون عناء، ولكن عند بدء المعاناة تظهر علامات مثل البول الرغوي وتورم الكاحلين أو الشعور بالإرهاق. تُبرز هذه العلامات أهمية اكتشافها مبكرًا لمنع حدوث تلف أكبر، خاصةً أن مرض السكري يرتبط بتلف الكلى عالميًا وفقًا لتقارير دولية. فيما يلي خمس علامات مبكرة لمشكلات الكلى وتفسيرها وأهم فحوصاتها للكشف المبكر.
البول الرغوي كإشارة مبكرة
يشير البول الرغوي غالبًا إلى وجود بروتين في البول وهو مؤشر خطير على إجهاد الكلى. في دراسة بعنوان البول الرغوي، هل هو علامة على مرض الكلى؟ تبين أن ثلث الأشخاص الذين اشتكوا من هذه الظاهرة كان لديهم مشاكل في بيلة البروتين، وكانت هذه الحالات مرتبطة بمرض الكلى المزمن في مراحله المبكرة. وفي دراسة أخرى بعنوان الأهمية السريرية للبول الرغوي الذاتي فحصت 72 مريضًا، ووجدت أن 20% منهم يعانون من بيلة بروتينية واضحة وتوجد عوامل خطر رئيسية مثل ارتفاع الكرياتينين والفوسفات. ولدى مرضى السكر، يعد ارتفاع السكر في الدم أكثر خطورة لأنه يضعف مرشحات الكلى مع الوقت مما يسمح بتسرب البروتين. وتظهر مراجعة صغيرة أن نحو 22% من المرضى لديهم مستويات عالية من البروتين بناء على وجود رغوة في البول. إذا استمر الأمر لأسابيع، لا تتجاهله، واحرص على فحص نسبة البروتين في البول مبكرًا للكشف عن الألبومين قبل انتشار التلف.
تورم الكاحل كعرض مبكر
قد تعاني من انتفاخ القدمين أو الكاحلين في المساء، وهذا التورم قد يكون نتيجة فشل الكلى في التخلص من السوائل والأملاح الزائدة. الكليتان السليمتان تحافظان على الألبومين في الدم لتنظيم السوائل، لكن عندما ينخفض مستوى البروتين في الدم ويرتفع البول، يتجمع التورم في المناطق المنخفضة. أشارت دراسات إلى أن الانتفاخ أسفل الساقين شائع لدى مرضى القصور الكلوي المزمن ويرتبط بتداعيات مثل السقوط وتدهور الحركة اليومية. وفي الولايات المتحدة يعاني ملايين من CKD دون علمهم وتُعد التورم من الأعراض الرئيسية التي غالبًا ما تُغفل، خاصة بين مرضى السكر، لأن ارتفاع السكر يسبب تندب الأوعية الدموية في الكلى ويقلل الألبومين وتراكم السوائل. ينبغي مراجعة الطبيب عند وجود تورم مستمر.
ارتفاع ضغط الدم الكلوي
يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المبرر إلى إرهاق الأوعية الكلوية وتقل قدراتها على الترشيح، كما أن ارتفاع الضغط غير المسيطر عليه يضر بالنيفرونات مع مرور الوقت. ويُعد مرض السكري عاملًا خطيرًا في هذه الحالة؛ فارتفاع السكر والضغط معًا يدمّران وظائف الكلى بسرعة. وقد وجدت دراسة في الهند أن 32% من مرضى السكري من النوع الثاني مصابون بمرض الكلى المزمن، ويرتبط ذلك بارتفاع الضغط الانقباضي وعدم السيطرة على السكر وتزايد المخاطر مع ارتفاع العمر. من المهم مراقبة قراءات ضغط الدم المنزلية، فإذا كانت القراءة ثابتة أعلى من 130/80 فقد تكون الكليتان بحاجة إلى مساعدة عاجلة.
التبول الليلي كعلامة
التبول الليلي الذي يعكر صفو النوم قد يكون علامة على وجود خلل في وظائف الكلى، حيث تحتفظ الكلى بالسوائل خلال النهار وتفرزها أثناء الراحة في الليل. في دراسة ربط التبول الليلي بارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون تبولًا ليليًا كانوا أكثر عرضة لضعف السيطرة على الضغط بنسبة كبيرة حتى بعد تعديل العلاج. ويزداد الأمر حدة مع وجود مرض السكري وارتفاع نسبة السكر في الدم، ما يدفع الماء إلى البول ويجهد الكلى. عندما تلاحظ هذا العرض بشكل متكرر، فاستشر الطبيب المختص لتقييم وظائف الكلى وتعديل الخطة العلاجية إذا لزم الأمر.
السكري كالجسر بين العلامات
يعتبر داء السكري السبب الرئيسي لتلف الكلى على مستوى العالم، حيث يسبب اعتلال الكلى السكري في كثير من الحالات المتقدمة. أشارت بيانات إلى ارتفاع نسبة CKD لدى مرضى السكري من النوع الثاني وتظهر مع HbA1c فوق 7%، مع وجود عوامل أخرى مثل التدخين ونظام غذائي غير صحي. وأظهرت بيانات مشروع ستارت إنديا أن أكثر من 40% من مرضى السكري من النوع الثاني يعانون من CKD، ومع ذلك يحافظ 80% منهم على معدل الترشيح الكبيبي المقدر eGFR أعلى من 60 في الوقت الحالي. وتكشف الفحوصات السنوية عن وجود ألبومين في البول قبل ظهور الأعراض، مع أن ارتفاع الضغط والسكر يساهمان في تلف الكلى وتظهر الرغوة والتورم والإرهاق والأرق.
فحوصات للكشف عن مشكلات الكلى
إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض خاصة إذا كنت من مرضى السكر، يمكنك إجراء فحوصات مخبرية لقياس نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول ومعدل الترشيح الكبيبي المقدر، إضافة إلى تحاليل الدم. وبالنسبة لمرضى السكر، يُنصح بإجراء فحص الكلى سنويًا بغض النظر عن حالتهم الصحية، كما يجب تغيير نمط الحياة عبر تقليل الملح ومراقبة السكر والحفاظ على HbA1c أقل من 7%، وممارسة نشاط بدني مثل المشي يوميًا والإقلاع عن التدخين.
يمكن أن تكشف هذه الفحوصات وجود ألبومين في البول قبل ظهور الأعراض وتساعد في التحكم في المرض، ما يقلل من مخاطر التلف التدريجي في الكلى. كما أن الالتزام بمراجعة الطبيب والمتابعة المنتظمة يسهم في تقليل مضاعفات CKD وتحسين فرص الحفاظ على وظائف الكلى على المدى الطويل.


