يُشير التقرير إلى أن بعض الأشخاص يشعرون بالنعاس بعد شرب القهوة بالرغم من كونها منشّطة. وفقًا لما نُشر في موقع Indian Express، يعود ذلك إلى كيفية تفاعل الكافيين مع الدماغ والجسم. يعمل الكافيين على تعطيل مستقبلات الأدينوسين المسؤولة عن الإحساس بالنعاس، لكنه لا يوقف إنتاج هذه المادة. وعندما ينتهي مفعول القهوة، ترتبط كميات كبيرة من الأدينوسين بالمستقبلات دفعة واحدة، ما يسبب شعورًا مفاجئًا بالتعب.

التفاعل مع الأدينوسين

يقود الكافيين إلى تعطيل مستقبلات الأدينوسين أثناء اليقظة، ما يقلل الإحساس بالنعاس أثناء الشرب. لكن مع انتهاء مفعول القهوة، يتزايد ارتباط الأدينوسين بالمستقبلات دفعة واحدة، وهو ما يسبب شعورًا بالإرهاق المفاجئ. تزداد الشكوى من النعاس في فترات ما بعد القهوة بين من كانوا يتوقعون اليقظة المستمرة. تُشير المصادر إلى أن هذه الاستجابة ترتبط بتوازن الكيمياء العصبية في الدماغ مع استمرار إنتاج الأدينوسين بشكل طبيعي.

اعتياد الكافيين

يعتمد تأثير الكافيين على مدى الاعتياد اليومي عليه؛ فالأشخاص الذين يشربون القهوة باستمرار قد يطورون تحملًا للجسم تجاهه. ونتيجة لذلك يحتاجون إلى كميات أكبر للشعور بالنشاط، وقد يظهر النعاس بدلًا من التنبيه في بعض الأحيان. يؤدي الاعتياد إلى تغيّر في سرعة الاستجابة ومتانة اليقظة خلال اليوم. وبالتالي يظل نمط الشرب عاملًا رئيسيًا في مدى بقاء اليقظة وتغيرها.

اختلاف التمثيل الغذائي للكافيين

تختلف سرعة تكسّر الكافيين من شخص لآخر بسبب عوامل وراثية. يرى بعض الأفراد أنه يزول تأثيره بسرعة وتختفي اليقظة، ما يجعل الشعور بالإجهاد يظهر سريعًا. وعلى العكس، قد يستمر تأثيره لفترة طويلة عند آخرين، ما يؤدي إلى شعور بالنعاس عندما يبدأ التأثير في الانخفاض. هذه الاختلافات في الاستقلاب تفسر لماذا يستجيب الناس بشكل مختلف للكافيين.

هبوط الطاقة بعد انتهاء التأثير

يرفع الكافيين مؤقتًا مستوى الدوبامين ومواد أخرى مرتبطة بالانتباه. ومع انخفاض هذه الهرمونات بعد انتهاء التأثير، قد يعقب ذلك هبوط في الطاقة مع شعور بالكسل والنعاس. يحدث هذا الانخفاض عادة بعد ذروة اليقظة الأولية، خاصة عند من يستهلكون القهوة بشكل متكرر. وبذلك يترافق الشرب بنمط من اليقظة ثم الخمول يلازم فترات ما بعد القهوة.

انخفاض سكر الدم والجوع

قد يؤدي شرب القهوة المحلاة أو تناولها على معدة فارغة إلى ارتفاع سريع في سكر الدم يليه هبوط حاد، وهو ما يسبب التعب والنعاس. كما أن الاعتماد على القهوة دون وجبة يسهم في تقلبات الطاقة خلال اليوم. في هذه الحالات قد يشعر الشخص بالنعاس خاصة في الفترات التي تلي شرب القهوة. لذا يصبح تنظيم تناول السكر واتباع وجبات منتظمة جزءًا من الحد من النعاس المرتبط بالقهوة.

الجفاف ونقص السوائل

يعمل القهوة كمُدرّ للبول، وبالتالي يفقد الجسم مزيدًا من السوائل إذا لم يعوّضها الشارب. يؤدي الجفاف إلى الخمول والكسل، خصوصًا مع استمرار القهوة وتأثيرها المؤقت. يمكن تجنب ذلك بشرب كمية كافية من الماء مع القهوة أو بعدها. لذلك يُعد الترطيب جزءًا مهمًا من الحفاظ على اليقظة وتخفيف النعاس.

قلة النوم أو اضطراب جودته

إذا كان النوم غير كافٍ أو غير مريح، فلا يمكن للقهوة تعويض إرهاق الجسم بشكل كامل. في هذه الظروف قد يظهر النعاس حتى مع شرب القهوة بشكل منتظم. يشير ذلك إلى ضرورة تحسين جودة النوم كجزء من إدارة اليقظة خلال اليوم. وبناءً عليه يظهر التفاعل المعقد بين النوم والكافيين في الاستجابة اليومية لليقظة.

شاركها.
اترك تعليقاً