يشرح الدكتور معتز القيعي أن الجوع الليلي في الشتاء ظاهرة طبيعية لها تفسير علمي واضح، وليست مجرد عادة غذائية. يقول إن الجسم يبذل جهدًا إضافيًا للحفاظ على حرارة الجسم في الأجواء الباردة، ما يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة. وعند حلول الليل تنخفض حرارة الجسم بشكل أكبر، فيُطلق المخ إشارات بالجوع لتعويض الطاقة المفقودة. كما يوضح أن قلة التعرض لضوء النهار تؤثر في هرموني الميلاتونين والسيروتونين، وهما من أهم الهرمونات المنظمة للنوم والشهية، ما يؤدي إلى زيادة الرغبة في خيارات غذائية سريعة ومحببة للمزاج.

أسباب الجوع الليلي في الشتاء

يؤكد القيعي أن الجسم يستهلك طاقة إضافية للحفاظ على حرارة الجسم في الطقس البارد، ما يرفع معدل استهلاك الطاقة حتى خلال النهار. ومع حلول الليل تضعف الحرارة وتتلقى المخ إشارات بالجوع لتعويض الطاقة المفقودة. كما يوضح أن قلة التعرض لضوء النهار تؤثر في هرموني الميلاتونين والسيروتونين، ما يؤدي إلى زيادة الرغبة في خيارات غذائية سريعة ومحببة للمزاج. وتزداد الرغبة في الأطعمة السكريّة عندما تنخفض مستويات السيروتونين وتتحسن المزاج بشكل فوري عند تناول السكريات.

إضافة إلى الأسباب الفيزيولوجية، يدفع البرد إلى البقاء في المنزل وتراجع الحركة ما يخفّض معدل الحرق. كما أن انخفاض النشاط يزيد احتمال البحث عن مصادر سريعة للطاقة لتدفئة الجسم. ولذلك يفضّل الجسم في الشتاء النشويات والسكريات لأنها تمنح دفئًا أسرع وشعورًا مؤقتًا بالراحة. وتزداد الرغبة في هذه الأصناف عندما يهبط الضوء وتتغير المزاج.

عوامل إضافية تؤثر

إلى جانب ذلك، يساهم النوم غير المنتظم وقلة الضوء في زيادة احتمالية اضطرابات المزاج الموسمي وتأثيره على الرغبة في تناول الطعام. وتبرز صلة الاكتئاب الشتوي الموسمي بارتفاع الرغبة في تناول الأطعمة ذات السكر لتعزيز المزاج في المساء. ويؤدي ذلك إلى زيادة الميل إلى الأكل الليلي كآلية تعويض عاطفي في بعض الحالات.

ويشير الخبراء إلى أن هذه العوامل مجتمعة تساهم في تعزيز الرغبة في تناول أطعمة عالية السعرات خلال ساعات الليل، خصوصًا في فترات قلة الضوء وتدني درجات الحرارة. 

نصائح عملية للتحكم في الجوع الليلي

ومن أجل الحد من الجوع الليلي، يقترح القيعي خمس خطوات عملية. أولاً تناول وجبة عشاء تحتوي على بروتين وألياف لزيادة الإحساس بالشبع. ثانياً شرب مشروبات دافئة خالية من السكر مثل الشاي بالنعناع أو القرفة. ثالثاً التقليل من الحلويات والوجبات الخفيفة قبل النوم.

رابعاً الحفاظ على نشاط بسيط خلال اليوم مثل المشي. خامساً النوم في وقت منتظم لتقليل اضطرابات الهرمونات. تُساعد هذه الإجراءات مجتمعة على تقليل الرغبة في الأكل أثناء الليل وتحسين النوم.

شاركها.
اترك تعليقاً